قال آية الله مكارم الشيرازي: إن وجود القيادة باعتبارها حافظةً لوجود التشيّع بل وللأمة الإسلامية كلها، يمثل نقطةً حساسة في عقيدتنا، ولا يمكن لأي مسلم صالح وحر أن يتحمّل هذا التهديد.
وأفاد مصدر ببأن آية الله ناصر مكارم الشيرازي، المرجع الديني البارز، أصدر بيانًا عقب جرائم الكيان الصهيوني ووقاحته تجاه مقام المرجعية وقائد الثورة، جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
«وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ»
رغم مرور عدّة أيام على العدوان الظالم والهجوم الوحشي الذي شنه الكيان الصهيوني الغاصب على إيران العزيزة، وما تبعه من سفكٍ لدماء النساء والأطفال الأبرياء، واستهدافٍ لوسائل الإعلام والبنى التحتية، فإن الشعب الإيراني المسلم، بوحدته وتضامنه، وبالاعتماد على وعد الله بالنصر، واقفٌ بثبات خلف قيادته، وصامدٌ في وجه هذا العدوان، مستعدٌّ لتحمّل هذه المصاعب وأكثر حتى يتمّ اقتلاع جذور التهديد الصهيوني الإجرامي من المنطقة. وكما ورد في القرآن الكريم: «إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ» فإنهم لا يفقدون الأمل في نصر الله ورحمته، وينتظرون تحقق وعده النهائي.
أما هذا الكيان الزائف والباطل وقادته المساكين، فبعد أن صدموا من إنجازات المجاهدين وجنود الإسلام، يحاولون، بالاعتماد الواهم على القوة المادية الأمريكية الفارغة وبعض الدول الأوروبية المتواطئة وحكومات المنطقة المتعاونة، أن يجدوا مخرجًا من الأزمة التي تعصف بالأراضي المحتلة، حتى بلغ بهم الحمق أن تجرؤوا على تهديد مقام قائد الثورة.
وهنا من الضروري التنبيه إلى عدّة نقاط:
أولاً: إن وجود القيادة باعتبارها حاميةً لوجود الشيعة، بل للأمة الإسلامية جمعاء، هو نقطة محورية في عقيدتنا، ولا يقبل أي مسلم حر وشريف بهذا التهديد. لذا، من الواجب على المسلمين والأحرار في العالم أن يعلنوا، بكل وسيلة ممكنة، دعمهم للقيادة وشجبهم لأي إساءة، ليعلم الجميع أن أمم العالم تقف في مواجهتهم.
ثانيًا: يجب على القوات المسلحة، كما ضيّقت الخناق على العدو حتى الآن، أن تبادر بالمبادرات وتضرب العدو بمفاجآت مؤلمة، حتى لا يجرؤ على تكرار مثل هذه التهديدات والتفكير بها مجددًا.
ثالثًا: إن مصدر قوتنا العليا في كل الجبهات كان وما يزال إيمان الشعب والمجاهدين. لذا، من الضروري أن يرفع الجميع – أفرادًا وجماعات – أكفّ الضراعة إلى الله في هذه الظروف الصعبة، وألا يغفلوا عن الدعاء والتوسّل إلى المعصومين (عليهم السلام)، فمهما كان العدو، فإن «يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ».