
-قال نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية السابق، اللواء قاصد محمود، إن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي لعدوانه على قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، يأتي في سياق تمهيدي للانتقال إلى مخرج سياسي، بعد أن تيقن من عجزه عن تحقيق نصر عسكري مطلق على حركة حماس.
وأوضح محمود، في تصريح لوكالة شهاب للأنباء، أن “الاحتلال يسعى عبر المفاوضات لتحقيق أكبر قدر من المكاسب التي عجز عن انتزاعها بالقوة العسكرية، وذلك من خلال الضغط المتواصل على المقاومة عبر استهداف المدنيين وتشريد السكان، في محاولة لتحسين شروط التفاوض”.
وأشار إلى أن الكيان الإسرائيلي يواجه أزمة عسكرية حقيقية، بعد فشل عملياته في تحقيق أهدافه المعلنة، لافتًا إلى أن حماس ما زالت صامدة رغم القصف الهائل، وتواصل القتال فوق الأرض وتحتها، موجّهة ضربات دقيقة وموثقة للعالم، رغم الفارق الضخم في القدرات.
وأكد اللواء محمود أن “ما يسمى عربات غدعون، وسائر العمليات السابقة، لم تحقق سوى المزيد من القتل والتدمير بحق المدنيين، دون تغيير جوهري في ميزان القوى على الأرض”، مشيرًا إلى أن خسائر الاحتلال البشرية في شهر حزيران وحده فاقت عدد الأسرى الذين يسعى لتحريرهم، ما يجعله أمام أفق عسكري مسدود.
وأضاف: “الكيان بحاجة إلى وقف الحرب، لإعادة ترتيب أوراقه ومراجعة حساباته العسكرية والسياسية، خاصة بعد انتهاء المهلة الأمريكية الضمنية، والتوتر الإقليمي الخطير في أعقاب الحرب مع إيران، وهو ما بدأ يمس مصالح واشنطن في المنطقة”.
وفي ما يتعلق بالموقف الأمريكي، رأى محمود أن إدارة الرئيس دونالد ترمب تحاول الترويج لوجود ضغط على “تل أبيب” بشأن ملف مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، غير أن الواقع يشير إلى وجود تنسيق كامل ودعم أمريكي غير محدود لكل خطوات الاحتلال وشروطه لوقف الحرب.
واعتبر أن ترمب يسعى لتحقيق مكاسب سياسية عبر تقديم نفسه كوسيط ناجح، تمهيدًا لإحياء مشروع “الاتفاق الإبراهيمي” وتوسيع دائرة التطبيع في المنطقة، وهو ما يتطلب إنهاء حرب الإبادة على قطاع غزة أولًا.
وفي الشأن الداخلي الصهيوني، أشار نائب رئيس الأركان الأسبق إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يعد يخشى تهديدات اليمين المتطرف بإسقاط حكومته، خاصة بعد ارتفاع رصيده الشعبي عقب العدوان على إيران وحزب الله، ويعتقد اليوم أنه الأقرب للفوز في أي انتخابات مقبلة.