كهف سَهولان المائي العائد لـ 70 مليون سنة؛ لوحة طبيعية مدهشة

-يعد كهف “سهولان المائي” في مدينة مهاباد بمحافظة اذربايجان الغربية شمال غرب ايران، ثاني أكبر كهف مائي في إيران بعد كهف “علي صدر” في محافظة همدان. يقع هذا الكهف في سلسلة جبال شاهقة وتُحاذيه اودية عميقة كثيفة الخضرة والأشجار وله مدخلان واقعان بين صخور عظيمة واشجار كبيرة.

 و يعتبر  “سهولان المائي” أحد الكهوف الطبيعية الفريدة من نوعه في شمال غربي إيران، ويقع في محافظة آذربايجان الغربية شمال غرب إيران، وتحديدا في قرية سهولان وعلى مسافة 42 كيلومتر من مدينة مهاباد، ويبعد 28 كيلومتر عن مدينة بوكان.

تم تدوين هذا الكهف في قائمة الآثار الوطنية الإيرانية حيث يلعب دورا هاما في تطوير السياحة في محافظة آذربايجان الغربية، ويعد من اهم مناطق الجذب السياحي في قرية سهولان،  حيث يشهد خلال أيام عطلة النوروز (رأس السنة الايرانية) حضورا واسعا (200 الف سائح سنويا) من المسافرين والسياح من مختلف انحاء العالم

وتبلغ مساحة الكهف المكتشفة حتى الان هكتارين، اما ارتفاع سقفه عن سطح البحيرة الواقعة فيه فيبلغ 50 متر، وعمق مياهه في بعض النقاط يبلغ 30 متر ودرجات الحرارة في داخله تختلف عن خارجه بمقدار 10 إلى 15 درجة،  والرطوبة في الكهف بين 70 و 80 بالمائة.

كهف سَهولان المائي العائد لـ 70 مليون سنة؛ لوحة طبيعية مدهشة

خصائص كهف سهولان

يتميز كهف سهولان بامكانية التجديف بالقارب في داخل بحيرته ذات المياه الشفافة، كما ويقع هذا الكهف في سلسلة جبال شاهقة وتحاذيه اودية عميقة كثيفة الخضرة والأشجار وله مدخلان واقعان بين صخور عظيمة واشجار كبيرة، كما يحتوي الكهف في داخله مسطحات مائية طبيعية لايمكن اجتيازها إلا بواسطة الزوارق، اما مساحات الكهف فبعضها برية (تبلغ 250 مترا) يمكن اجتيازها مشيا على الاقدام، والأخرى مائية (تبلغ 300 متر).

يحتوي كهف سهولان على بابين رئيسيين متصلين ببعضهما البعض، فالباب الذي يدخل عبره السواح يتألف من 107 درجة (سلالم)، واما باب الخروج من الكهف يتألف من 178 درجة (سلالم).وعندما ينزل السواح على هذه السلالم، فإنهم يصلون إلى عمق 30 مترًا ويمكنهم رؤية هذا الجزء من باطن الأرض، حيث يوجد ضغط هواء أكبر وأكسجين أقل مما هو موجود خارج الكهف.

تعتبر الرواسب الجيرية على جدران وسقف الكهف، والتي تكونت نتيجة تأكل صخور الحجر الجيري وتقطر الماء بمرور الوقت، معالم سياحية طبيعية مذهلة حيث اتخذت هذه القناديل الطبيعية مظهر الحيوانات، بما في ذلك الأسود والفيلة والأخطبوطات وعناقيد العنب.

كهف سَهولان المائي العائد لـ 70 مليون سنة؛ لوحة طبيعية مدهشة

تاريخ كهف سهولان

تتكون بنيته نتيجة الأنشطة الجيولوجية من الماء والتربة والحجر الجيري العائدة الى نهاية العصر الطباشيري، أي قبل 70 مليون سنة، وسكنه البشر منذ الألف الثاني والأول قبل الميلاد والفترات اللاحقة.

ويعد أحد الكهوف الطبيعية المدهشة والفريدة من نوعها في إيران، والذي يقع على ارتفاع 1751 مترا فوق مستوى سطح البحر. كما يعد كهف سهولان ثاني كهف مائي في إيران بعد كهف علي صدر في همدان غرب ايران.

البحيرة داخل كهف سهولان

تمتاز البحيرة داخل كهف سهولان بانها عميقة جدا ومياهها صافية وشفافة، بحيث يمكنك رؤية عمقها حتى في الضوء الخافت والظلمة الذي يصل إلى عدة أمتار.

ونظرا لانعدام الضوء الطبيعي والضوء الساطع والظلام المطلق، لا تنمو في مياه هذا الكهف أي نوع من الطحالب باستثناء الكائنات المجهرية. المساحة المغلقة داخل الكهف تسببت في ارتفاع نسبة الرطوبة (حوالي 70-80%) وهي أحد عوامل نمو الطحالب الخضراء أو البنية على جدرانه.

تم اكتشاف هذا الكهف المائي لأول مرة على يد الرحالة الفرنسي جاك ديمورغان عام 1896 بتوجيه من أهالي قرية سيهولان بالقرب من مدينة مهاباد بمحافظة أذربايجان الغربية، ووصل إلى عمق 200 متر.

كهف سَهولان المائي العائد لـ 70 مليون سنة؛ لوحة طبيعية مدهشة

المعالم الطبيعية والتاريخية في مهاباد 

تجدر الاشارة هنا الى ان مدينة مهاباد في محافظة اذربايجان الغربية سمال غرب ايران، تُعتبر جوهرة السياحة ومن بين المدن التاريخية المهمة في المحافظة، ونظرا لموقعها الجغرافي الفريد، تلعب دورا هاما في التبادل الثقافي والاقتصادي بين إيران والدول المجاورة.

تحتوي مهاباد على العديد من المعالم الطبيعية والتاريخية التي تجذب سنويا الكثير من السياح، ويوجد 94 معلما تاريخيا مسجلا على المستوى الوطني، بما في ذلك سد مهاباد، كهف سهولان، الأراضي الرطبة “كاني بارزان”، ومتحف وحمام ميرزا ‌‌رسول، ومقبرة فقركاه الحجرية، الموقع الأثري لبردا كانتيه، والمسجد الجامع. ومن بين المعالم البارزة الأسواق المحلية والحدائق والمتاحف التاريخية التي تعرض الغنى الثقافي لهذه المدينة.

إن تطور البُنى التحتية والأهمية الاستراتيجية لمهاباد جعلتها من المراكز الاقتصادية والتجارية الرئيسية في المنطقة. كما تحافظ مهاباد على الثقافة والتقاليد المحلية وتعرضها بشكل جيد من خلال استضافة المهرجانات والفعاليات الثقافية.

يوجد في أذربايجان الغربية 1800 معلم تاريخي مسجل وطنيا ودوليا ومدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، من بينها : قلعة تخت سليمان،  كنيسة “قره كليسا”  اقدم كنيسة للارامنة في العالم، سراي الشاه عباسي خوي،  كنيسة دزورزو الارمنية (Chapel of Dzordzo).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *