كهف علي صدر المائي ؛ وجهةً فريدة ورائعة لا تُفوّت لعشاق الجيولوجيا والجمال الطبيعي

-كهف “علي صدر” او “عليصدر” الواقع في محافظة همدان غرب إيران، يُعدّ من أروع العجائب الطبيعية في العالم، وأكبر كهف مائي متاح للسياح كوجهة فريدة ورائعة لا تُفوّت لعشاق الجيولوجيا والجمال الطبيعي.

وعن تجربة زيارته ، يمكنني القول ان هذا الكهف الجوفي يُقدّم للزوار تجربة فريدة لا تُنسى أثناء استكشافهم لغرفه الواسعة وممراته المائية المتعرجة. كما انه يُعدّ وجهةً لا تُفوّت ومكان مثالي لعشاق الجيولوجيا والجمال الطبيعي، أو الباحثين عن مغامرة فريدة من نوعها.

إنه من أروع الأماكن التي رأيتها ، كهفٌ بطول 4 كيلومترات مغطى بالماء، يعود إلى العصر الجوراسي الثاني، أي من 130 إلى 190 مليون سنة مضت.لذا لاتفوتوا الفرصة واحزموا حقائبكم لرحلة طويلة واستكشفوا أسرار هذا الكهف معنا في هذا التقرير المشوق.

تجربة مذهلة فريدة من نوعها

عند دخولك الكهف، يُذهلك الهواء البارد الرطب الذي يشعرك بالرهبة التي تنبع من تاريخ جيولوجي يمتد لملايين السنين. تزدان جدران الكهف الضخمة، التي يزيد ارتفاع بعضها عن 40 مترا، بهوابط وصواعد خلابة تشكلت ببطء بفعل الرواسب المعدنية وانتجت التكوينات المعقدة التي إلى جانب الإضاءة الغريبة، تخلق جو خيالي لعالم اخر.

يُقدم كهف علي صدر رحلة إلى عالم غامض أشبه بالخيال، مختلف تماما عما تراه خارجا قبل دخولك اليه،  عند التنقل عبر منعطفاته العديدة، قد تتوقع ظهور مخلوق عجيب يُذهل جميع الزوار.بحيث انه وأثناء تقدمك، تصادف هذه التكوينات المعقدة التي يسمونها احيانا حجارة بأشكال مُختلفة.

فعلى سبيل المثال، قد ترى حجرا يُشبه مخلب نسر،وهناك تشكيلات تُشبه أسدا برأسين وعنقود عنب، وحتى حجرا يُشبه كلمة “الله”، وهذه الاشكال يشرحها لك الدليل السياحي المرافق لك ، وهذه التشكيلات تُعد من عجائب كهف علي صدر في مدينة همدان المُميزة.

من أبرز ما يميز كهف علي صدر شبكته الواسعة من القنوات المائية. يستكشف الزوار معظم أنحاء الكهف بالقوارب، وينزلقون بصمت فوق المياه الصافية التي تعكس التكوينات الصخرية الخلابة. تجربة التنقل عبر الممرات الضيقة والحجرات الواسعة، التي يُضاء بعضها بأضواء خافتة وملونة، تجربة هادئة ومثيرة. تُعد رحلة القارب من أبرز تجارب الزوار، إذ تتيح لهم فرصة فريدة لاكتشاف جمال الكهف.

بالإضافة إلى جولات القوارب، يُمكن استكشاف أجزاء من الكهف سيرا على الأقدام، مما يُتيح للزوار التعرّف عن كثب على التكوينات الخلابة ومعرفة المزيد عن تاريخ الكهف وجيولوجيته. يتوفر مرشدون سياحيون ناطقون بلغات عالمية لشرح معالم الكهف، بما في ذلك كيفية تشكّله والعمليات الجارية التي تُشكّل داخله.

هذا الكهف بلا شك وجهةٌ تستحق العناء وينبغي على كل مسافر يزور ايران ان يسلكها ، فهو ليس من بين أطول الكهوف في العالم فحسب، بل إنه منظم تنظيما ممتازا مما يتيح للسائح الاستمتاع وبكل راحة بسحر وجمال الطبيعة اثناء تجوله في الكهف.

قد تستغرق الزيارة حوالي ساعتين لمن يرغب في إلقاء نظرة شاملة على التكوينات الصخرية خلال جولة المشاة. أما الجزء المخصص للإبحار، فهو منظمٌ للغاية أيضا، حيث لا يتجاوز عدد الأشخاص في كل قارب شخصين، في مجموعات من أربعة أو خمسة قوارب متصلة ببعضها البعض.

كهف علي صدر المائي ؛ وجهةً فريدة ورائعة لا تُفوّت لعشاق الجيولوجيا والجمال الطبيعي

 أفضل وقت لزيارة كهف علي صدر

يُعد فصل الربيع وفصل الصيف أفضل الفصول لزيارة هذه المنطقة، حيث تتوفر أفضل الظروف الجوية، وتتيح فرصة الاستمتاع بجمال محيط الكهف ايضا.

نظرة على تاريخ كهف علي صدر

يُعدّ كهف علي صدر، وفقا لكبار خبراء الجيولوجيا في العالم، من أكبر الكهوف المائية وأكثرها تميزا في العالم، ويعود تاريخ تكوينه الى العصر الجوراسي (حوالي 190-136 مليون سنة).

أدت الحفريات والدراسات الأثرية للكهف إلى اكتشاف أعمال فنية قديمة، وأباريق يعود تاريخها إلى 12,000 عام. وتشير صور الحيوانات ومشاهد الصيد والأقواس والسهام على جدران وممرات قسم الخروج في هذا الكهف، الى أن إنسان العصر الحجري الأوسط استخدم الكهف مسكنا له.

عُرف الكهف في عهد داريوس الأول (521-485 قبل الميلاد)، وهو ما يمكن التحقق منه من خلال نقش قديم عند مدخل النفق. ومع ذلك، فُقدت المعرفة بوجود الكهف، ولم يُعاد اكتشافه إلا عام 1963 من قِبل متسلقي الجبال الإيرانيين.

لفت جمال كهف علي صدر انتباه السياح في عام ١٩٦٧ عندما اكتشفه رسميا متسلقو نادي سينا في همدان، مما أدى إلى زيادة أعداد الزوار. وفي عام ١٩٧٤، سهّلت التعديلات الوصول إلى الكهف، مما جعله أحد المعالم السياحية الإيرانية المعترف بها عالميا. كما لعب رئيس اتحاد تسلق الجبال في همدان آنذاك ” عبد الله حاجيلو، “، دورا رئيسيا في هذه التحسينات، والتي أعقبتها تحسينات أخرى لضمان راحة الزوار وسلامتهم.

كهف علي صدر المائي ؛ وجهةً فريدة ورائعة لا تُفوّت لعشاق الجيولوجيا والجمال الطبيعي

تسميته بـ”علي صدر”

سُمّي الكهف تيمنا باسم قرية علي صدر، التي كانت تُسمى أيضا “علي سد” في السنوات الماضية لان سكان المنطقة كانوا يستخدمون الكهف كسد او كخزان مياه للري.ووفقا للأبحاث والوثائق المتوفرة، استخدم سكان المنطقة، في العصر الصفوي، أجزاء مدخل الكهف كمأوى في أوقات الحرب.

موقع الكهف

يقع كهف “علي صدر” على بُعد 75 كيلومترا شمال غرب همدان، ضمن جبال زاغروس على مرتفعات ساري. يُعدّ مثالا نادرا على الكهوف المائية في العالم، ويقع في قرية علي صدر، التابعة لبلدة كبودراهنك، على بُعد ساعة تقريبا من مدينة همدان، مركز محافظة همدان.والطريق اليه آمن وجميل. يوجد حول الكهف العديد من متاجر الهدايا التذكارية الصغيرة، والوجبات الخفيفة والمشروبات، وعدد من المطاعم.

كهف علي صدر المائي ؛ وجهةً فريدة ورائعة لا تُفوّت لعشاق الجيولوجيا والجمال الطبيعي

نقاط مهمة عن زيارة الكهف

–         يُتيح الكهف تجربة فريدة للإبحار بالقوارب عبر ممراته المختلفة.

–         لا يخترق الضوء الطبيعي الداخل، وجميع الإضاءة اصطناعية.

–          يُدار تبادل الهواء بكفاءة من خلال فتحات التهوية الخلوية، مما يضمن جوا صحيا.

–         الكهف خالٍ من أي حياة حيوانية.

–         تتراوح درجة حرارة الهواء الداخلي حول ١٢ درجة مئوية، مما يحافظ على مناخ لطيف.

–          بحيرة الكهف صافية كالكريستال، مما يسمح برؤية أعماقها.

–         يصل ارتفاع بعض الممرات والقاعات داخل الكهف إلى ١٦ مترا، مما يُضفي منظرا خلابا.

–         لا تستقبل الهواتف المحمولة إشارة داخل الكهف.

–         يُسمح بالتصوير، ولكن يجب إيقاف تشغيل الفلاش.

–         ربما تحتاج لسترة او جاكيت لارتدائها داخل الكهف وخاصة اذا كنت تصطحب الاطفال.

–        يجب عليك ارتداء أحذية رياضية لأنك ستضطر إلى صعود العديد من السلالم العالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *