الرئيس الايراني: لو احترمت حقوق الإنسان لما شهدنا أي حروب

-قال الرئيس الايراني “مسعود بزشكيان ” ان لجميع الناس في هذا العالم الحق في الحياة والوجود، ويجب احترام حقوقهم، و إذا احترمت حقوق الإنسان فلن يكون هناك سبب للحرب والجريمة والعدوان.

وفي كلمة له خلال مشاركته في “منتدى حوار طهران” ، اليوم الاحد، رحب الرئيس الايراني “مسعود بزشكيان”، بجميع المشاركين في هذا المنتدى، وقال :يتوجب علينا جميعا كبشر احترام حقوق بعضنا البعض، وعندما يتم تجاهل حقوق الإنسان، يبدأ الصراع والخلاف .وهو ما يفعله الكيان الصهيوني وداعموه اليوم من خلال قتل الناس العزل والتعدي على أراضي ومنازل الناس المضطهدة.

واضاف بزشكيان :إذا لم تفكر الدول القوية بالعدوان على الدول الأخرى فلن يكون هناك صراع. يجب على البشر أن يساعدوا بعضهم البعض، ويجب علينا أن نتقاسم إنجازاتنا في مجالات الصحة والمعرفة، وإلا فإن ذلك سوف يضيع إمكانية استمرار الحياة في هذه الدورة من الوجود.

وتابع :كل كائن حي في هذا الوجود لديه حقوق، وإذا تجاهلنا هذا الحق فإن آثاره ستعود علينا جميعا.

الطبيعة الانسانية بعيدة عن الجريمة والظلم

و حول إمكانية تطبيق السياسات الأخلاقية في النظام الدولي الجديد، رأى الرئيس الايراني أن الكوكب سيصل إلى وجهته، لكن هذا الأمر يتطلب مزيدا من الوقت والحوار، وبالتالي يكفي للجميع ان يقبل بان هذا الكوكب ملك للجميع، وليس حكرا على فئة واحدة، مؤكدا على انه حان الوقت الذي يتم فيه تطبيق العدالة سواسية بين الجميع.

وتابع قائلا: جميع الأديان السماوية، من الإسلام إلى المسيحية واليهودية، تنتظر مخلصا ليقيم العدل على الأرض، وهذا الامر متأصل ايضا في الطبيعة البشرية، كما ان الإنسانية تتوق إلى كوكب يطبق فيه العدل. وما نشهده الآن هو الأنا والشر الذي يرتكب الجرائم والإبادة الجماعية، وهذا الباطل لن يدوم أبدا لأن الطبيعة البشرية بعيدة عن الجريمة والظلم.

وردا على سؤال بخصوص مقاله “رسالتي للعالم” حول رغبة حكومة الوفاق الوطني في التعامل البناء مع العالم وتوسيع العلاقات مع الجيران وخلق التوازن في السياسة الخارجية،اوضح بأن العالم الغربي لا يتقبل هذه الرسالة .

واستطرد قائلا:من وجهة نظرنا، ليس لدينا خلاف مع أحد، ونحن نقدر كرامة كل إنسان، ولا نؤمن بالخلافات، إن الذين يعتدون ويرتكبون الجرائم باسم الانسانية لا يجرؤون على الاعتراف بأن عمليات القتل التي يقومون بها غير عادلة لأنهم يعلمون أنه لا ينبغي لهم أن يتصرفوا بشكل غير عادل.

واكد بزشكيان على ان هدف كتابة هذا المقال هو الإعلان عن أن ايران مدت يد الصداقة والوئام للجميع، وأن ما يقولونه هو عقلية كاذبة يريدون خلقها في العالم تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وخلق الصراع في المنطقة.

الأعداء لا يريدون لنا العيش في سلام وهدوء

ووصف الرئيس الايراني تصريحات ترامب خلال زيارته الأخيرة بشأن ايران بأنها تهديد. لافتا الى ان ايران تعيش بهدوء مع جيرانها منذ آلاف السنين، لكن الاعداء يحاولون خلق الفتنة بين دول المنطقة، ويزودون المنطقة بالسلاح حتى تتقاتل فيما بينها، ثم يأتون هم أنفسهم إلى المنطقة بحجة إرساء السلام وينهبون مواردها.

واعتبر بزشكيان انه ينبغي على كافة دول المنطقة التحاور والتعرف اكثر على بعضها البعض ، والتكاتف والتآزر من اجل إنشاء منطقة مليئة بالسلام والهدوء رغما عن انف الاعداء.

وردا على الرسائل المتناقضة التي بعث بها المسؤولون الأميركيون،قال بزشيكان: يقول ميتشل كيلر في كتابه “الحرب التي لا نهاية لها” أن أمريكا خاضت حربا لا نهاية لها في العالم حتى تتمكن من نهب الموارد وحتى الموارد البشرية للدول وفرض اقتصادها على العالم. ومن الطبيعي أن شعوب العالم لن تقبل أن يتم نهب ثروات بلادها، وأمريكا لن تتنازل بسهولة عن مصالحها، ولذلك فإن الحرب التي لا تنتهي سوف تستمر.

هذا وانطلقت فعاليات “منتدى حوار طهران” ،الذي يعقد يومي 18 و 19 ايار/مايو الجاري باستضافة مركز الدراسات السياسية والدولية بوزارة الخارجية، اليوم الأحد، بحضور الرئيس الايراني ووزير الخارجية ،وبحضور ايضا 200 ضيف أجنبي، بينهم وزراء خارجية وبعض ممثلي الحكومات ومسؤولون حاليون وسابقون على مختلف المستويات من 53 دولة.

والجدير بالذكر، ان هذا الحدث تم تغطيته من قبل 50 وكالة اعلامية أجنبية، حيث تكون وسائل الإعلام حاضرة كجزء محوري وليس مجرد ملحق،وان عنوان المنتدى هذا العام هو  “الوكالة الإقليمية في النظام والفوضى العالميين، الإجماع أو الاختلاف”.

بدون طاقة الخليج الفارسي، سوف يصاب الغرب بالشلل

وأكد الرئيس الايراني على أن الغرب سوف يصاب بالشلل بدون طاقة الخليج الفارسي، موضحا انه لهذا السبب يسعى الغرب الى خلق الصراعات في المنطقة والاستيلاء على مواردها بأي ثمن، معتبرا ان حل هذه المشكلة يكمن في التوافق والوحدة والترابط بين دول المنطقة، مشيرا الى ضرورة التنمية في الشرق الأوسط للاستفادة من الثروات الطبيعية التي يتمتع بها.

من حق ايران استخدام التكنولوجيا النووية السلمية 

وضمن اشارته الى ان ايران لديها الحق بموجب معاهدة منع الانتشار النووي في استخدام التكنولوجيا السلمية والبحوث النووية لأغراض مختلفة، بما في ذلك الصحة والزراعة والصناعة وغيرها من المجالات الحيوية، اكد بزشكيان على ان معتقدات ايران الدينية لا تسمح لها بتصنيع الاسلحة النووية، واوضح ان استمرار الآخرين في الادعاء بأن إيران تتجه نحو بناء الأسلحة النووية ما هو إلا تكرار لادعاءات مغرضة وعداونية لا أساس لها من الصحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *