اكد سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية لدى روما حميد بيات بان البلاد حققت قفزة صناعية كبرى خاصة في مجال التكنولوجيا العالية خلافا لتصور اميركا التي سعت لاركاعها عبر فرض حجم واسع من القيود والحظر عليها.
جاء ذلك في مقال كتبه السفير الايراني في روما في صحيفة “ادن کرونوس” اشار فيه الى ان حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين ايران وايطاليا ارتفع بعد الاتفاق النووي من 1.3 الى 5.1 مليار يورو وبلغ حجم الاتفاقيات المبرمة بين البلدين خلال زيارة رئيسي الحكومتين في حينهما الى طهران وروما اكثر من 30 مليار يورو ووافقت الحكومة الايطالية على فتح خط اعتماد بقيمة 5 مليارات يورو لدعم تنمية الانشطة الاقتصادية للشركات الايطالية في السوق الايرانية وتوفرت الارضية لتحقيق قفزة تاريخية في العلاقات الثنائية.
وقال: ان العلاقات الاقتصادية بين ايران وايطاليا ورغم كل الجهود المبذولة ورغبة الطرفين بتنمية التعاون قد تاثرت بشدة بسبب الحظر الاميركي على ايران واليوم وبعد اكثر من 3 اعوام من خروج اميركا من الاتفاق النووي اصبح واضحا بان الحظر لم يخلق مصاعب للشعب الايراني فقط بل ان الكثير من شركاء ايران خاصة في ايطاليا قد تكبدوا خسائر واسعة ايضا لذا فان الشركات الايطالية قد ذهبت كذلك ضحية سلوكيات اميركا الاعتباطية والمخالفة للاعراف والمواثيق الدولية.
واشار الى تفشي فيروس كورونا الذي اثر بشدة على حياة الافراد والانشطة الاقتصادية والاعمال واضاف: انه في مثل هذه الظروف لم تخفض اميركا من ضغوطها بل انها بتركيزها على سياسة الضغوط القصوى الفاشلة قد استهدفت الشعب الايراني وشركاء ايران الخارجيين.
واعرب عن الاسف لان سلوك الولايات المتحدة لم يواجه نقدا واعتراضا جادا من جانب الغرب واضاف: ان هذه المواكبة الضمنية لسياسات اميركا الاحادية قد جعلتها اكثر ادمانا على استخدام اداة الحظر الهدامة واساءة استغلال النظام المالي الدولي مرارا.
*النهج الجديد للتعاون الاقتصادي مع ايران
واضاف السفير الايراني: انه ومع التقدم في مفاوضات فيينا وآفاق العودة للاتفاق النووي من قبل المجتمع الدولي وفي ظل رفع الحظر غير القانوني عن الشعب الايراني يبدو ان الظروف قد توفرت مرة اخرى لتنمية التعاون الاقتصادي.
واعتبر ان ظروف ايران اليوم مختلفة بصورة لافتة عما كانت عليه قبل 3 اعوام واضاف: رغم ان جزءا من السوق الايرانية قد تمت تغطيتها من قبل منافسي الغرب الا ان الاستحواذ على المكانة السابقة بحاجة الى منافسة فنية واقتصادية، ولكن حقيقة السوق الايرانية هي وراء هذه المنافسات اذ حصل تحول جوهري في الاقتصاد والصناعة الايرانية من خلال جهود الشباب والصناعيين الايرانيين في الوصول الى مختلف انواع التكنولوجيا وتحقيق الكثير من المنجزات في ظل الحظر.
كما اعتبر التعاون بين البلدين بشان القضايا الاقليمية في الشرق الاوسط والخليج الفارسي وافغانستان من المجالات الملحوظة للتعاون، وقال: ان ايطاليا تحظى بمكانة وموقع استراتيجي ودور خاص كما تحظى ايران بمكانة ودور حاسم في منطقة الشرق الاوسط والخليج الفارسي.
واعرب عن ثقته بان التعامل والتعاون بين البلدين حول مختلف القضايا الاقليمية يمكنه تعزيز مسيرة حل وتسوية النزاعات في هذه المناطق حيث يتفق الطرفان على ضرورة استخدام المسارات السياسية بدلا عن الاجراءات العسكرية وقال: ان تجربة ايران في المحادثات مع الدول الاربع ايطاليا وفرنسا وبريطانيا والمانيا على مستوى مساعدي الخارجية حول قضية اليمن انموذج قابل للارتكاز لتنمية التعاون الاقليمي ولاشك ان النجاح في التقدم بمثل هذا التعاون لانهاء الازمات الاقليمية سيوفر الارضية للحوار بشان سائر مجالات التعاون ايضا.