اكد وزير الخارجية “حسين امير عبداللهيان”، ان المسودة التي قدمها الوفد الايراني الى الاطراف الاخرى في فيينا، لا تتعدى اطر الاتفاق النووي بل جاءت وفقا لبنوده تماما.
واشار “امير عبداللهيان” الى مباحثاته التي وصفها “جيدة” مع المقداد، وقال : ان ايران وسوريا تجمع بينهما علاقات ستراتيجية؛ وان الشهداء الايرانيون قاموا الى جانب القوات المسلحة السورية بدور كبير في مكافحة الارهاب، واعادة الامن والاستقرار الى المنطقة؛ مثمنا جهود وتضحيات القائد الشهيد قاسم سليماني في هذا الخصوص.
كما لفت الى معرض ايران الذي بدا اعماله في دمشق، مبينا ان زيارة السيد المقداد تزامنت مع اعمال احد اكبر المعارض الدولية للجمهورية السلامية في سوريا، ومستقبلا سيكون هناك اجتماع رفيع المستوى للجنة التعاون الاقتصادي المشتركة بين البلدين.
وشدد وزير الخارجية، على ان ايران ترفض رفضا قاطعا لوجود القوات الخارجية داخل الاراضي السورية دون التنسيق مع الحكومة المقتدرة والقائمة على ارادة الشعب في هذا البلد.
كما اعرب عن ارتياحه لقرار بعض الدول العربية والغربية التي اعادت النظر في سياساتها الخارجية قبال سوريا، وقامت بإعادة فتح سفاراتها لدى هذا البلد.
ونوه امير عبداللهيان، الى مرحلة اعادة اعمار سوريا؛ مصرحا ان هناك برامج شاملة قد اعدت في مختلف المجالات الفنية والهندسية بمشاركة القطاع الخاص، لهذا الغرض.
ولفت الى مباحثاته “المقتضبة” مع المقداد اليوم، حول الوضع الراهن في افغانستان؛ مبينا ان الجانبين يتفقان على تشكيل حكومة شاملة بمشاركة جميع مكونات الشعب الافغاني وضرورة مكافحة الارهاب في هذا البلد.
وتعليقا على الحادث الذي طرأ خلال الايام الاخيرة في احد المناطق الحدودية المشتركة مع افغانستان، قال : ان قواتنا المسلحة تصدت بقوة وفي الوقت المناسب لهذا الاختراق المحدود، كما تم عبر وزارة الخارجية (الايرانية) وانطلاقا من واجبنا الدبلوماسي ارسال مذكرة احتجاج رسمية الى سفارة افغانستان في طهران وايضا من قبل سفارة الجمهورية الاسلامية في كابول.
واضاف : نحن بطبيعة الحال نتفهم الظروف التي تمر بها افغانستان، ذلك ان القوات التابعة للهيئة الحاكمة المؤقتة لا تمتلك معلومات وافية بشأن دول الجوار، لكننا نعلن بان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تتجامل مع احد بشأن سلامة اراضيها اطلاقا.
وتطرق الى العدوان الصهيوني الواسع ضد سوريا، مؤكدا ان الكيان الصهيوني المزيف يشكل العنصر الرئيس والجذري للفلتان الامني في منطقة غرب اسيا، ولاشك ان سوريا التي تقف بالخط الامامي لمحور المقاومة لم ولن تتراجع عن حماية امنها الوطني وسيادة اراضيها؛ “كما اننا نعتبر التساوم مع الكيان الصهيوني لا يصب في مصلحة السلام والاستقرار وامن المنطقة”.
وفيما ثمن زيارة نظيره السوري لطهران، قال وزير الخارجية الايراني : لقد تم التوصل الى اتفاقات مميزة اليوم، وسنوف نرى خلال الاسابيع القادمة نتائج التقدم على صعيد التعاون الشامل بين طهران ودمشق.
وعودة الى موضوع المفاوضات النووية في فيينا، فقد اكد امير عبداللهيان : ان الجمهورية الاسلامية شاركت في الجولة الاولى للمفاوضات الجديدة بنية حسنة وجدول عمل ومبادرة، كما اعلنا خلال مباحثاتنا الاخيرة مع وزراء خارجية الدول الاعضاء في مجلس الامن والسيد جوسيب بوريل، بشان ضرروة ابداء حسن نواياهم حول الغاء الحظر وذلك نظرا لتاكيدهم طوال الشهور والاسابيع الماضية على رغبتهم في استئناف هذه المفاوضات.
وتابع : رغم دعم الصين وروسيا لمواقف الجمهورية الاسلامية الايرانية، لكن الترويكا الاوروبية لم تتمكن لحد الان من تقديم اي مبادرة عملانية او تصريح في هذا الاتجاه.
وصرح : لقد اكدنا لهؤلاء بان حكومة السيد رئيسي تسير وفق منهج عملي مبني على النتائج وعليه فإن المفاوضات التي لا تفضي الى اي نتيجة لن تكون مجدية بالنسبة الينا.
و وجه امير عبداللهيان، خطابه الى الاطراف الاروبيين قائلا : كما انكم قلقون بشأن نشاطاتنا النووية السلمية، نحن ايضا لدينا ملاحظات حول تعهداتكم قبال الاتفاق النووي.
ولفت ايضا بان “المبعوث الخاص الامريكي في الشان الايراني رابت مالي، قدم رسالة عبر الاجتماع ومن دون التنسيق او الاستئذان من الجميع ولاسيما الوفد الايراني، لكن في نهاية المطاف وبجهود انريكي مورا استمرت هذه المفاوضات”.
واستطرد وزير الخارجية : هناك وسائل اعلام وبعض اللوبيات التي حاولت خلال المفاوضات الترويج بان “الجمهورية الاسلامية الايرانية شرعت بالتزامن مع انطلاق المفاوضات في تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة”، وفي السياق اعرب السيد بوريل خلال الاتصال الذي اجراه معي الجمعة، اعرب عن قلقه في هذا الخصوص، لكنني اكدت للاخير بكل صراحة ان هذا الامر لا يتعدي كونه اثارة اجواء لان الجمهورية الاسلامية الايرانية ملتزمة بنفس الاطر التي اعلنت عنها بكل شفافية من انها ستواصل في اطار معاهدة الـ “اني بي تي”، التخصيب بنسبة 20% واكثر ، وعليه فنحن لا نؤيد صحة اي خبر حول التخصيب بنسبة 90 في المئة.
وخلص امير عبدالهيان الى القول : نحن نسعى وراء اتفاق جيد يتم عبر مفاوضات منطقية وقوية ومتينة، كما نتوقع من الاطراف الاخرى ذلك، ونامل في التوصل الى اتفاق يرضى به الطرفان ويضمن مصالح الشعب الايراني.