اعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية استئناف العلاقات بين المملكة العربية السعودية وسوريا، خطوة تعزز تماسك الشرق الأوسط، والدول العربية بشكل خاص.
جاء ذلك بعدما أفادت تقارير – نقلاً عن مسؤولين سعوديين وسوريين – بأن الرياض ودمشق تقتربان من اتفاق لاستعادة العلاقات الدبلوماسية. وقال مسؤولون من البلدين، إن المحادثات استمرت بعد جولات من المناقشات في موسكو والرياض خلال الأسابيع الأخيرة.
ورأت الصحيفة أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق، فسيشكل ذلك خطوة مهمة لإعادة دمج سوريا وزعيمها، بشار الأسد، في المنطقة الأوسع، وذلك بعد قطيعة دامت أكثر من 11 عامًا، الأمر الذي يعزز لغة الحوار البناء وإعلاء الدبلوماسية في الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة، إنه في أعقاب الاتفاق الذي توسطت فيه الصين بين المملكة وإيران بشأن استئناف العلاقات في وقت سابق من الشهر الجاري، فإن الاتفاق المرتقب بين دمشق والرياض بوساطة روسية سيوجه “ضربة جديدة” للولايات المتحدة، وسيتركها “على الهامش مرة أخرى” بشأن تطور رئيسي آخر في المنطقة.
وأضافت الصحيفة: بالنسبة للولايات المتحدة، تعتبر الصفقة بمثابة تذكير بأن نفوذها هناك يتضاءل”، ونقلت عن محللين قولهم: بعد الاتفاق السعودي الإيراني، والآن التقارب المحتمل بين سوريا والمملكة، أصبحت واشنطن مهمشة دبلوماسيا بشكل متزايد، حيث تصنع دول الشرق الأوسط السلام بدونها.
وقال مسؤولون سعوديون وسوريون وآخرون من دول عربية، إن الحكومة الروسية توسطت في اتفاق مبدئي عندما زار الأسد موسكو الأسبوع الماضي، مشيرين أن الاجتماع الروسي السوري أعقبه زيارة قام بها مسؤولون سوريون كبار إلى المملكة في الأسابيع الأخيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن جزءا كبيرا من العالم العربي كان قد تحرك لإبعاد الخصومات جانبًا، والعمل بدلاً من ذلك على إعادة دمج سوريا من جديد إلى المسار العربي، حيث أجرى الأسد محادثات مع عدة دول عربية لإنهاء أكثر من عقد من العزلة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إيراني ومستشارين للحكومة السورية قولهم، إن طهران شجعت دمشق على إبرام اتفاق مع الرياض، بعدما وافقت الأخيرة على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد توقف دام سبع سنوات.
وقال مسؤولون عرب مطلعون إن دولاً عربية أخرى، مثل عمان والأردن، أيدت أيضًا التقارب بين دمشق والرياض.