
– أكّد النائب الأول لرئيس الجمهورية، على ان استراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم على رفض تدخل الدول والقوات الأجنبية، ولا سيما في الشؤون الجيوسياسية للمنطقة، مشدّدا على أن الظروف الإقليمية تفرض على إيران وروسيا إجراء مزيد من الحوارات، وأن المشاورات الدبلوماسية بين البلدين خلال الحرب المفروضة التي استمرت 12 يوما ضد إيران كانت بالغة الأهمية.
و على هامش اجتماع رؤساء وزراء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، التقى النائب الاول لرئيس الجمهورية ، محمد رضا عارف، صباح اليوم بالتوقيت المحلي، رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، حيث تناول أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين في القضايا الإقليمية، مؤكّدا على أن إيران على استعداد كامل لزيادة التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف والإقليمي مع روسيا.
كما أشار إلى أن إيران سعت دائما للحوار وبناء الثقة بشأن أنشطتها النووية السلمية، لكن الدول الغربية حوّلت الملف النووي الإيراني منذ البداية إلى مشروع سياسي.
وفي معرض حديثه عن مواقف بعض الدول الأوروبية بشأن آلية “سناب باك”، أوضح عارف أن إيران ترى من الناحية القانونية أن الدول الأوروبية الثلاث ليست لها صلاحية للتدخل في هذه المسألة، وأن مقترحاتها تعني عمليًا الاعتراف بالمواقف غير المبدئية للولايات المتحدة في المفاوضات النووية.
وأضاف أن إيران لم تسعَ يوما إلى الاستخدام غير السلمي للتكنولوجيا، وخاصة النووية، وأن الكيان الصهيوني، بالتعاون مع الولايات المتحدة، شنّ هجوما على إيران في منتصف المفاوضات غير المباشرة، ما أسفر عن اغتيال أساتذة بارزين وقادة عسكريين ومواطنين إيرانيين، من دون أي مبرر منطقي، وفي وقت كانت فيه المفاوضات -وفق التصور الأمريكي -تقترب من مرحلة بناء الثقة.
كما أدان عارف الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة، مؤكدا أن هذا الكيان يواصل ممارساته غير الإنسانية ويسعى لتكريس احتلاله وسلب حق الحياة من سكان القطاع، ما يستدعي تعزيز التعاون لوقف هذه الجرائم.
وشدّد عارف على أن إيران، مثل روسيا، تعارض الأحادية الأمريكية، وترى أن استراتيجية التعددية وأمن واستقرار المنطقة يجب أن تتحقق عبر تعاون دولها، من دون تدخل خارجي، إذ تمتلك هذه الدول القدرة على حل مشاكلها بنفسها.
وفيما يخصّ التطورات في القوقاز، رحّب عارف بأي تفاهم أو تعاون لخفض التوتر وبناء علاقات ودية بين دول المنطقة، مؤكدًا أن استراتيجية إيران ترفض تدخل القوى الأجنبية في شؤون المنطقة، وأن دول القوقاز وآسيا الوسطى قادرة على العيش بسلام واستقرار وأمن فيما بينها.
وأشار إلى أن طهران تؤمن بضرورة تطوير وتعميق التعاون مع روسيا في جميع المجالات، لافتا إلى أن إمكانات التعاون بين البلدين تفوق ما هو قائم حاليا، وأن بعض العراقيل البيروقراطية تبطئ هذا التعاون، داعيا إلى تفعيله ضمن إطار البرنامج الاستراتيجي الشامل، خصوصا في مجالات الطاقة والسياحة والنقل والسكك الحديدية والممرات التجارية.
كما شدّد على ضرورة تنشيط اللجان المشتركة بين البلدين، وتبادل الإنجازات العلمية والتكنولوجية الإيرانية-الروسية.
ينبغي لدول المنطقة أن تتعامل مع بعضها البعض على أساس مبدأ حسن الجوار
من جانبه، قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، إن التعاون التجاري والاقتصادي بين روسيا وإيران شهد نموا ملحوظا في السنوات الأخيرة، مشيرا الى أن تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الأوراسي سيؤثر إيجابا على حجم العلاقات مع دول المنطقة، وأن مشروع ممر الشمال-الجنوب له أهمية خاصة في تعزيز هذه العلاقات.
كما لفت إلى الاتصالات الدبلوماسية المستمرة والبنّاءة بين قادة البلدين، مؤكدا على ضرورة تعزيز التعاون في المجالات العلمية والتكنولوجية والسياحية، وتنفيذ الاتفاقيات والتفاهمات المشتركة.
وتطرق ميشوستين الى التطورات في منطقة القوقاز، مشددا على أن جميع دول المنطقة يجب أن تربطها علاقات قائمة على مبدأ حسن الجوار، وأنه يمكننا بناء مستقبل المنطقة بالتعاون المشترك.