قال وزير الخارجية الايراني “عباس عراقجي”: العلاقات الإيرانية مع السعودية، ماضية إلى الأمام على مستوى جيّد، وإنها منفصلة عما يجري بين طهران وواشنطن.
وقال “عراقجي” في مقابلة مطولة مع صحيفة “العربي الجديد”، أجراها على متن الطائرة في طريق عودته من تركيا إلى إيران، عن قلقه من “انهيار مسار أستانة السوري، لأنه ليس هناك بديل سهل له”.
و أوضح عن زيارته إلى أنقرة في المقابلة، إن طهران تسعى دائماً إلى “التشاور والحوار مع تركيا حول خلافاتنا”، وأفصح عن وجود “جملة تحضيرات لتهدئة الوضع في سوريا وإيجاد فرصة لتقديم مبادرة لحل دائم”.
وأكد عزمه على زيارة روسيا لمناقشة الوضع في سوريا، محذراً من أن “تمدد” ما وصفها “المجموعات الإرهابية” في سوريا، “ربما يضر بالدول الجارة لها، مثل العراق والأردن وتركيا، أكثر من إيران”.
وأوضح وزير الخاريجة الإيراني رداً على سؤال حول التطورات في سوريا، أنه “إذا طلبت الحكومة السورية من إيران إرسال قوات إلى سوريا، فسندرس الطلب”.
وكرر موقف إيران الرسمي من العلاقة مع حلفائها في محور المقاومة، في المنطقة العربية، جازماً بأن “إيران لا تأمر فصائل المقاومة في البلدان العربية ولا تربطها بها علاقات تنظيمية، بل تدعم قضيتها وتقدم مساعدات إذا اقتضت الحاجة”.
وقال عراقجي عن احتمال حصول اتفاق يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة: “إذا دخلت إسرائيل في مفاوضات مع حماس لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن، فهذا يعني هزيمة لإسرائيل”.
العلاقات الإيرانية -السعودية ماضية إلى الأمام
اما عن العلاقات الإيرانية مع السعودية، فقال إنها ماضية إلى الأمام على مستوى جيّد، وإنها منفصلة عما يجري بين طهران وواشنطن وفي ما يتعلق بالمفاوضات الإيرانية مع أوروبا حول الملف النووي.
طهران حالياً لا تنوي الحوار مع واشنطن
أشار عراقجي وهو مهندس الاتفاق النووي في عام 2015، إلى أن لدى طهران أسباباً كثيرة تدعونا للتشاؤم من هذه المفاوضات”، لافتاً إلى أن طهران حالياً “لا تنوي الحوار مع واشنطن لأنه لا توجد أرضية لمثل هذا الحوار، ننتظر لمعرفة كيف سترسم الإدارة الجديدة (برئاسة دونالد ترامب) سياساتها، ونحن حينها سنرسم سياستنا”.
يجب أن تكون هناك اتصالات سياسية بين الدول الرئيسية في المنطقة
وقال رداً على سؤال حول تطورات الشمال السوري و نتائج مباحثاته في دمشق وأنقرة بشأن هذه التطورات وسبل حلها:حققت المجموعات الإرهابية تقدماً في سوريا، ثم أوقفها الجيش السوري والمقاومة الشعبية في بعض المناطق ودفعاها إلى الانسحاب وتقدما في نقاط أخرى. هذا الوضع متحرك على الأرض، ويمكن أن يتبدل والطرفان يتخذان تدابير لتغيير الواقع على الأرض لصالحهما. بالتوازي مع ذلك، يجب أن تكون هناك اتصالات سياسية بين الدول الرئيسية في المنطقة، أو حتى الدول التي تورط بعض رعاياها في هذه الأزمة، فهذه المشاورات تساعد أولاً في التعرف إلى مواقف بعضنا بعضاً لإزالة سوء الفهم، ومنعاً لوقوع حسابات خاطئة. فمن الطبيعي في أي تطور بين الدول المسلمة في المنطقة أن تشكل منافعه وارتداداته أرضية لدخولها في الموضوع.
وتابع في التطورات الأخيرة، ينبغي أن تجري مشاورات على مستويات عالية بين إيران وسوريا بسبب مشتركاتهما التاريخية ومواقفهما المشتركة المستمرة لتنسيق إجراءاتهما، بالإضافة إلى اتصالات ومشاورات بين الدول المؤثرة (في الملف السوري) ولذلك حضر إلى تركيا أيضاً، وأجرى مباحثات مع وزير خارجيتها (هاكان فيدان).
إيران وتركيا لديهما تطابق في وجهات النظر في كثير من قضايا المنطقة
وأشار إلى أن إيران وتركيا لديهما تطابق في وجهات النظر في كثير من قضايا المنطقة وخارجها، فمن الطبيعي أن تكون هناك أيضاً خلافات وفي كلا الحالتين تتحاوران، قائلا، ننسّق بيننا ونتعاون بشأن ما نتفق عليه، وفي ما نختلف فيه نسعى إلى إيجاد حل عبر الحوار، وإذا لم يتوفر هذا الحل، ينبغي أن نتفهم بعضنا بعضاً جيداً منعاً لوقوع سوء فهم.
واضاف: استكمالاً للجولة، سأتواصل مع دول أخرى صاحبة نفوذ وتأثير أو لديها مصالح مشروعة ومشتركة أو مخاوف مشتركة، مثل حضور رعاياها بين المجموعات التكفيرية. في المحصلة، يحتاج العالم الإسلامي والمنطقة إلى رؤية موحدة خصوصاً بشأن قضايا مثل الإرهاب وطريقة التصدي للكيان الصهيوني الذي يعد مصدر الأزمة.
وقال وزير الخارجية الايراني حول زيارة روسيا: أعتزم زيارة روسيا أيضاً والعراق وربما دول أخرى ويجري العمل على ترتيب الزيارة.
تمدد المجموعات الإرهابية وتعاظم قوتها في سورية لا يخدم أي بلد
وقال عراقجي رداً على سؤال حول تمدد المجموعات الإرهابية في المنطقة، إن تمدد المجموعات الإرهابية وتعاظم قوتها في سورية لا يخدم أي بلد، وربما يضر بالدول الجارة لسورية أكثر من إيران. أعتقد أن هذه الدول الجارة، مثل تركيا والعراق والأردن، لديها مخاوف أكثر. هذه الدول تتأثر بالتطورات داخل سوريا بشكل أسرع من غيرها وإذا انتشر الإرهاب فيها فهذه الدول الثلاث بسبب حدودها الطويلة مع سوريا ستواجه تهديداً، فيما منطقتنا بحاجة إلى الاستقرار والسلام. إذا لم نواظب على ذلك، فالتجربة التاريخية للسنوات الماضية تظهر أن الاستقرار الإقليمي يمكن أن يتزعزع، حيث لدينا تجربة تنظيم داعش وجرائمه وارتداداتها على دول المنطقة، وهناك احتمال كبير لظهور مجموعات مثله، وعليه فإن هناك مخاوف مشتركة من انتشار مجموعات تكفيرية إرهابية في سوريا وعلينا أن نتصدى لها جميعاً.
وردا حول سوال عن الفصائل السورية المعارضة، قال: المسألة ليست معارضة السيد بشار الأسد والمعارضون والمنتقدون يمكنهم دائماً التعبير عن أرائهم بأدوات مشروعة وعن أسباب معارضتهم، لكن ذلك يختلف عن ممارسة العمل المسلح ضد نظام حكم لديه مقعد في الأمم المتحدة ويتحمل مسؤولية الدفاع عن الأرض والبلاد. أولاً نحن نواجه جماعة تعتبرها الأمم المتحدة إرهابية، أي هيئة تحرير الشام، أي جبهة النصرة. ثم لا شك أن هناك معارضين داخل سوريا وكانت الحكومة السورية تعمل مع بعضهم وجرت بينهم حوارات، المقصود بالإرهابيين جماعات إرهابية تلجأ للسلاح والعنف لأجل أغراضها السياسية وقتل الأبرياء. فالأمم المتحدة أكدت طبيعة هذه المجموعات.
و قال عراقجي ردا علی سوال حول ما يحصل في سوريا و بقاء الأزمة فيها:هذا ما كنا نفعله في مسار أستانة، الذي تشكل بهذه النية من قبل إيران وتركيا وروسيا، لدعم الشعب والحكومة في سوريا للقيام بإصلاحات وتحقيق الهدوء والمصالحة الوطنية وقضايا مماثلة، فالدول الثلاث تعهدت بكبح جماح الفصائل المقربة منها وأنا قلق جداً من انهيار مسار أستانة، والإخفاق في تحقيق أهدافه يتسبب في انهياره فيما ليس لهذا المسار بديل سهل. بعد مشاوراتي مع نظيري التركي السيد فيدان، اتفقنا على عقد جلسة لمسار أستانة بشكل سريع وهذا يشكل خطوة جيدة.
عندما تحدث مشكلة أسرية لا يُحضر أحد إرهابياً ليقتل شقيقه
وتابع:أنظروا، نحن لا ننكر أن الحكومة السورية ارتكبت أخطاء أو ربما ترتكبها والمعارضون أيضاً، لكن في ما يتعلق بالمجموعات الإرهابية المسلحة فطبيعتها وأهدافها واضحة. نعم، المهم أنه إذا كانت هناك مشكلة نفكر في طريقة حلّها. أعتقد أنه عندما تحدث مشكلة أسرية لا يُحضر أحد إرهابياً ليقتل شقيقه. ما يُطرح ذرائع. ولا ينبغي أن ننسى أن حلب وإدلب جزء من الجغرافيا السورية، ويجب احترام سلامة أراضيها.
إذا طلبت الحكومة السورية من إيران إرسال قوات إلى سوريا، فسندرس الطلب
ورداً على سؤال حول التطورات في سوريا، أوضح رئيس الدبلوماسية الإيرانية أنه “إذا طلبت الحكومة السورية من إيران إرسال قوات إلى سوريا، فسندرس الطلب” وقال:يعمل الجيش السوري وقوى المقاومة في سوريا على صدّ الهجمات ومقاومتها.
نتائج المباحثات مع تركيا
وقال وزير الخارجية حول الزيارة إلى أنقرة :نحن في بداية مرحلة المشاورات السياسية، وكذلك احتواء التصعيد، حفاظاً على أرواح الشعب السوري وفتح طريق لإرسال المساعدات لأناس يمكن أن يلحق بهم الأذى إثر هجمات الإرهابيين. ثم بالتوازي مع ذلك، سنقوم بتفعيل مسار أستانة والتذكير بمسؤولية الأمم المتحدة في الحفاظ على السلم العالمي مع التأكيد على ضرورة تكثيف العمل ضد الجماعات الإرهابية المدرجة على قائمة المنظمة، كذلك توسيع نطاق التشاور مع بقية الدول الإقليمية المهمة مثل الأردن والعراق ومصر والسعودية وقطر وغيرها وإجراء المزيد من المشاورات مع دول لها رعايا أدخلتها جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام أو مجموعات إرهابية أخرى إلى الأراضي السورية بطريقة غير شرعية.
وقال عراقجي عن دور تركيا في الأزمة السورية :تركيا كأي لاعب آخر لديها روابط ومشتركات في سوريا، وفي الوقت نفسه مخاوف وهواجس. نحن دائماً في تشاور مع تركيا بشأن كيفية معالجة هذه المخاوف أو تأمين المصالح الناتجة عن تلك الروابط والمشتركات. مسار أستانة تشكل لأجل ذلك لتکون هناك آليات تحول دون أن تتطور المخاوف المتلاحقة بين الدول إلى مواجهات، ونحن نتوقع من تركيا أن تخطو في هذا المسار.
واضاف: أجرينا حواراً مسؤولاً وصريحاً وبناءً وشفافاً. وكما أجرينا مباحثات في الزيارة السابقة بشأن أوضاع فلسطين، فهذه المرة شملت المباحثات القضية السورية. نسعى دائماً إلى التشاور والحوار حول خلافاتنا وتعزيز التقاطع في وجهات النظر بشأن قضايا متعددة. أكدت في هذا اللقاء أنه لا ينبغي أن يتم تجاهل دور الكيان الصهيوني في خلق التوتر والاضطراب والمواجهات في المنطقة وسوريا. هذا التجاهل خطأ كبير، ونحن ندعم الحكومة السورية بشكل كامل.
لطالما دعمت إيران الحوار بين الحكومتين التركية والسورية
واکد: الجمهورية الإسلامية الإيرانية لطالما دعمت الحوار بين الحكومتين التركية والسورية، نحن شجعنا الطرفين على إجراء هذا الحوار. الحكومة السورية من جهتها كانت وما زالت تطلب انسحاب تركيا من أراضٍ سورية تسيطر عليها وهو طلب ليس غير عقلاني، أو أن تقوم تركيا بوضع جدول زمني لذلك. هذا هو الموقف السوري وبعد ذلك لم تجر حوارات بينهما، ونحن ما زلنا نرى أن الحوار بين الطرفين ضروري، ولكن الطلب السوري ليس غير منطقي. إيران على يقين بأن الحوار بين تركيا وسوريا ضرورة، لكن الدخول في حوار مثمر من موقف متساو يتطلب إدراك واحترام مطلب الحكومة السورية للقبول بحق السيادة وسلامة الأراضي وهذا ليس غير منطقي.
وقال عراقجي رداً على السؤال القائل بأن إيران تضغط على السيد الأسد حتى لا يقبل اللقاء مع الرئيس التركي :لا، الموضوع عكس ذلك تماماً. نحن كنا نوصي بإجراء الحوار في أي مستوى. عادة يبدأ الحوار من مستويات متدنية إلى أن تصل إلى مستويات عليا وبين القادة، المهم أن تنشأ علاقات جيدة بين الجارين السوري والتركي اللذين تربطنا بهما علاقات جيدة. نحن أوصينا بهذا الحوار. هذا الشرط (انسحاب القوات التركية من أراضٍ سورية) وضعته الحكومة السورية نفسها ولا يمكن اعتباره غير منطقي.
القضايا الداخلية في سوريا أمر يخص سوريا وشعبها/هناك مؤامرة صهيونية لإخراج سوريا من محور المقاومة
واکد: القضايا الداخلية في سوريا أمر يخص سوريا وشعبها، فرؤيتنا تجاه سوريا تنطلق من كونها بلداً يقع على خطوط المواجهة الأمامية مع الكيان الصهيوني تأتي من منطلق المقاومة. كانت مقاربتنا أن ما حصل في سوريا غالباً ما كان بتوجيه عوامل خارجية، خصوصاً الكيان الصهيوني لإخراج سوريا من محور المقاومة. وإذا كان الهدف فعلاً هو التوصل إلى إصلاحات ديمقراطية، كان ينبغي التصرف بطريقة مختلفة. إلا أن الهدف الحقيقي خلف الكواليس والتي لم تعتن به كثير من دول المنطقة، هو أن هناك مؤامرة صهيونية لإخراج سوريا من محور المقاومة، فدخول الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودعمها الحكومة السورية جاءا من هذا المنطلق. نحن دعمنا إجراء أي إصلاحات عادلة وسلمية. بالأساس عملية أستانة كان هدفها دعم الإصلاحات. رغم أن العملية لم تحقق تقدماً مناسباً، وهذا يشكل نقطة ضعف، لكن أساس القضية يبقى موجوداً، وهو أن هناك مؤامرة صهيونية لإخراج سوريا من المقاومة.
و رداً على السؤال أن هناك من يعتقد أن هناك خطة إقليمية ودولية لاقتلاع أذرع إيران في المنطقة وأنه بعد لبنان وسوريا سيصل الدور إلى اليمن والعراق، أكد عراقجي :هؤلاء ليسوا أذرع إيران. هؤلاء جماعات مقاومة تناضل لأجل أهدافها العادلة. الشعب الفلسطيني ليس ذراع إيران. هم يناضلون لأجل تحرير أرضهم. ولبنان أيضاً الشيء نفسه، فهو ما زال يحارب لأجل تحرير أرضه. فصائل المقاومة تدخلت لأجل دعم فلسطين. اليوم مشكلة اليمن فقط غزة. أريد القول إن رؤية كثير من وسائل الإعلام الغربية والعربية بهذا الخصوص ناتجة عن عدم فهم عميق لأساس الفكر والروابط بين الدول وشعب مسلم يعاني منذ عدة عقود من احتلال أراضي الدولة الفلسطينية وقتل منظم لشعب أعزل وصمت غربي. من الخطأ القول إن إيران لها أذرع في المنطقة، ليس الأمر هكذا مطلقاً. هناك فكر يسعى للحق ويطالب به في المنطقة، نسميه نحن المقاومة للتصدي للكيان الصهيوني وهجماته وجرائمه. هؤلاء يحاربون لأجل تحرير أراضيهم ولأجل حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ولغاية عادلة. الجمهورية الإسلامية لا تأمر هذه الحركات، ولا تربطها بها علاقات تنظيمية، بل تدعم قضيتها وتساندها وتقدم مساعدات إذا اقتضت الحاجة.
العلاقات مع السعودية
وقال عراقجي عن العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية:علاقاتنا ماضية إلى الأمام على مستوى جيد. فإيران والسعودية بلدان كبيران في المنطقة وأنا على قناعة بأن السلام والاستقرار والهدوء والتقدم في المنطقة رهن السلام والاستقرار والهدوء بين البلدين والدور الذي يلعبانه. خلال العامين الماضيين، بدأنا حراكاً أراه مؤثراً، فتراجع منسوب التوترات في المنطقة إلى حد كبير، ثم تبعاً لذلك سجلت علاقات إيران مع دول الخليج الفارسي تقدماً. والمنطقة باتت في ظروف أفضل ومنطقة الخليج الفارسي أيضاً وهذا لصالح جميع دول المنطقة ونحن إن شاء الله سنواصل هذا المسار.
و ردا على السؤال، هل تتوقعون أن تنسحب العلاقات الإيرانية السعودية إيجاباً على سياسات ترامب تجاه طهران خلال السنوات الأربع المقبلة؟ قال وزير خارجية بلادنا، هما أمران منفصلان. علاقاتنا مع السعودية منفصلة عما يجري بيننا وبين أميركا.
الرد الإيراني على إسرائيل
وعن الرد الإيراني بشكل حازم على الهجوم الإسرائيلي، وعلاقته بتطورات المنطقةقال، قصدنا واضح، فما فعله الكيان الصهيوني في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي كان هجوماً جديداً على الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي يحق لها الرد، ممارسةً لحقها في الدفاع المشروع باعتباره أصلاً ثابتاً معترفاً به في القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ونحن نحتفظ بحقنا في الرد. حدث هجوم على أرضنا ويجب أن نرد عليه، لكن الجمهورية الإسلامية لطالما تصرفت بحكمة وذكاء وستقوم بهذا الرد في زمان مناسب وبشكل مناسب. لكن من الطبيعي أن تؤثر تطورات المنطقة في هذا الزمان وهذا الشكل. نحن على أي حال نضع في الحسبان مصلحة المنطقة والمقاومة الفلسطينية ولبنان وسوريا. في نهاية المطاف سنتخذ قراراً يحقق نفعاً أكثر لإيران والمنطقة وسننفذه.
كما ذكر عراقجي أننا لم نتلق رسالة لوقف إطلاق النار فيما يتعلق بحرب غزة.
و أكد عراقجي أن حق إيران في الرد محفوظ، لكن متى يكون الرد وكيف؟ سنأخذ في الحسبان جميع العوامل الإقليمية.
وعن تلقي إيران لرسالة أميركية بشأن وقف إطلاق النار في غزة: قاللا، نحن لم نتلق ذلك.
الكيان الصهيوني فشل في تحقيق أهدافه في غزة و لبنان
واضاف:أعتقد أن الحرب على غزة تعتريها مشكلة وهي أن نتنياهو عالق في مأزق فيها، كان الهدف الرسمي لإسرائيل من دخول غزة وارتكاب كل هذه الجرائم والمذابح هو القضاء على حماس وتحرير سجنائه، لكن اليوم حماس رغم تلقيها ضربات كثيرة باقية، ولم يُقضَ عليها ولم يُحرر المعتقلون أيضاً. فإذا دخلت إسرائيل في مفاوضات مع حماس لأجل وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن فهذا أيضاً يعني هزيمة إسرائيل. أي أنها انهزمت في تحقيق أهدافها، وأجبرت على التفاوض مع حماس التي كانت تريد القضاء عليها. مع حزب الله أيضاً حصل ذلك، ولا أحد يمكنه القول إن إسرائيل قد انتصرت في لبنان، فدخولها في التفاوض مجبرة كان بسبب خسائرها، وهذا يعني الهزيمة لإسرائيل. وعليه فإن هذه هي معضلة إسرائيل في حرب غزة، وعلى العالم أن يتدخل ويضع حدّاً لجرائم الكيان الصهيوني ورئيس وزرائه وينهي حرب الإبادة الجماعية هناك.
الملف النووي
وقال عراقجي عن الملف النووي :يعلم الأميركيون والأوروبيون أنفسهم أن إيران سترد وقد أبلغناهم رسمياً وبشكل صريح بذلك. عليهم أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون المضي نحو المواجهة أو التعاون. خيارنا هو التعاون ودعونا السيد رافاييل غروسي (المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية)، إلى طهران قبل اجتماع مجلس المحافظين، وفتحنا مسار التعاون معه، وأظهرنا له فصلاً جديداً من التعاون، لكن الغربيين منعوا ذلك وأصدروا القرار. نحن نأمل بأن يتم إصلاح هذا المسار وأن يعودوا إلى التعاون وصولاً إلى حل تفاوضي.
وتابع:هناك أسباب كثيرة تدعو للتشاؤم، لكن في جميع الأحوال إذا لم يتقدم مسار التفاوض والتعاون ولم نتمكن من الوصول إلى اتفاق بعد التفاوض، وهم توجهوا نحو تفعيل آلية فض النزاع، فحينئذ سنصل إلى نقطة الأزمة.
التفاوض مع ترامب
وقال عراقجي ردا على سؤال حول التفاوض مع ترامب في دورته الرئاسية الثانية بعد رفض ذلك في الدورة الأولى :لم تتشكل الإدارة الأميركية الجديدة بعد ولم تعلن عن مواقفها وليس واضحاً ما إذا كانت تريد معالجة أضرار الأداء السابق أم لا، وما إذا كانت لديها رغبة بالعمل من منطلق الاحترام والمسؤولية والالتزام في تقييم تدخلات الإدارات السابقة منذ انقلاب 1952 (ضد حكومة محمد مصدق)، إلى أن اتخذت بعداً معلناً بدعم (الرئيس العراقي السابق) صدام (حسين) في الحرب (في ثمانينيات القرن الماضي مع إيران). يجب أن تتضح هذه الأشياء أولاً.
وتابع:حالياً لا ننوي الحوار لأنه لا توجد أرضية لمثل هذا الحوار. يجب الانتظار لمعرفة كيف سترسم الإدارة الأميركية الجديدة سياساتها وكيف تنفذها ونحن حينها سنرسم سياستنا.