– اعتبر قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي الخامنئي ان تشكيل مجلس الشورى الاسلامي الجديد يمثل حدثا حلوا وموحٍ بالأمل وواعد ومشجع ويحظى بقيمة.
وتطرق سماحته لدى استقباله اليوم الخميس رئيس واعضاء مجلس خبراء القيادة الى المنطق والاسباب الدينية والعقلية والانسانية لصمود الجمهورية الاسلامية بوجه جبهة الاستكبار.
واشار القائد في اللقاء الى المسيرات الحماسية التي خرجت في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية (22 بهمن) وكذلك انتخابات الاول من اذار/مارس (11 اسفند)، معتبرا ان هذين الشهرين تحولا في هذه السنة واكثر من السنوات الاخرى، إلى رمز وموقع لابراز مؤشرات وعلائم السيادة الشعبية الاسلامية مبينا منطق الصمود الذي تعتمده الجمهورية الاسلامية بوجه المتغطرسين قائلا أنه حتى قبل تشكيل الجمهورية الاسلامية، فان الجبهة الوحيدة التي كانت سائدة في العالم هي جبهة الديمقراطية التابعة لنهج الليبرالية الديمقراطية الغربية، لكن ومع انتصار الثورة الاسلامية، تشكلت جبهة جديدة على اساس السيادة الشعبية الاسلامية وكان بطبيعة الحال ان تقف في مقابل جبهة الديمقراطية الغربية.
وراى سماحته ان انبثاق نموذج السيادة الشعبية الاسلامية في ايران ادى الى تعرض مصالح جبهة الديمقراطية الغربية للخطر وبدء تلك الجبهة معارضتها المستمرة للنظام الاسلامي مضيفا ان سبب شعورهم بالخطر ومعارضتهم هذه يعود الى أن نظام الديمقراطية الغربية، ينطوي بحد ذاته على الاستكبار والعدوان والاعتداء على حقوق الشعوب واثارة الحروب وسفك الدماء من دون حدود لكسب السلطة، والشاهد على ذلك هو استعمار الكثير من دول اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينة في القرن الـ 19 اي في ذروة شعاراتهم وتبجحاتهم في مجال الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان.
وقال قائد الثورة ان اهم قضية وتوجه لجبهة السيادة الشعبية الاسلامية وعلى خلفية طبيعتها الاسلامية، تتمثل في مجابهة هكذا ظلم واعتداءات، وردا على سؤال أنه لماذا تتصدى الجمهورية الاسلامية لجبهة الاستكبار قال: أننا لا نعارض البلدان والحكومات والشعوب بحد ذاتها بل نعارض الظلم والعدوان السائدان داخل جبهة الديمقراطية الغربية.
واعتبر احداث غزة المؤسفة بانها تشكل مثالا صارخا على ظلم وعدوان جبهة الاستكبار ضد أصحاب ارض وبلد ما والقتل عديم الرحمة والقاسي للنساء والاطفال وتدمير ممتلكات الناس ومواردهم في تلك البلاد وقال ان الجمهورية الاسلامية تعارض في الحقيقة ذلك الظلم والجرائم التي رغم أنها مدانة لدى اي عقل وعرف وشرع وضمير انساني، لكنها تلقى دعما من امريكا وبريطانيا وبعض الدول الاوروبية.
واكد ان هذه القضية يجب ان تكون واضحة من ان جبهة الاستكبار اخفت الظلم والعدوان والقتل تحت مسمى الديمقراطية وحقوق الانسان والليبرالية.
وتابع قائد الثورة يقول ان الجمهورية الاسلامية يجب ان تكون دائما حاملة راية ورائدة في مجال مواجهة الاستكبار مضيفا اننا يجب ان نوسع ونجعل راية مكافحة الاستكبار اكثر اهتزازا يوما بعد يوم والا نسمح في اي حقبة، ان تُنتزع هذه الراية من الجمهورية الاسلامية.
واعتبر سماحته ان تبيان منطق الجمهورية الاسلامية في الصمود ومواجهة المستكبرين للاجيال الجديدة هو واجب مهم وقال اننا نجحنا لحسن الحظ طيلة اكثر من اربعة عقود من عمر الجمهورية الاسلامية في اظهار الجبهة والتوجة والاتجاه في مكافحة الاستكبار للعالم.
وتطرق قائد الثورة في جانب اخر الى واجب مجلس خبراء القيادة اي تعيين القائد ومراقبة حفظ اهليته باعتبار ذلك اهم واجب للادارة في الجمهورية الاسلامية وقال ان اعضاء مجلس خبراء القيادة يجب ان ينتبهوا الى الا يتم في خياراتهم اغفال المبادئ الثابتة للجمهورية الاسلامية.
وتبيانا للمبادئ الثابتة وغير القابلة للتغير للجمهورية الاسلامية قال ان المبادئ الثابتة بما فيها اقامة العدل ومكافحة الفساد والنهوض بمستوى المعرفة والعمل الاسلامي في المجتمع موجودة في الدستور وتوجيهات الامام الراحل (رض) والمعارف الاسلامية اذ يتعين على اعضاء مجلس خبراء القيادة في انتخاب القائد، التصرف من خلال مراعاة هذه المبادئ الثابتة.
وفي جانب اخر اشار القائد الى اقامة انتخابات مجلس الشورى الاسلامي معتبرا المجلس الجديد بانه حلو مصحوب بتنامي آمال جديدة وآفاق جديدة للبلاد وقال ان حضور النواب الجدد الى جانب النواب السابقين، وهو تركيبة من الحداثة والخبرة، يمثل رصيدا ورأسمالا قيما ويضخ دما جديدة في عروق المجموعة السياسية.