
أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي، محمد باقر قاليباف، على أهمية تحقيق الانسجام بين الدول الإسلامية أكثر من أي وقت مضى، مشددًا على أن إيران والسعودية باعتبارهما دولتين محوريتين في المنطقة، يجب أن تستثمرا الفرص المتاحة لتطوير علاقاتهما الثنائية.
وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنه جاء ذلك خلال لقاء جمع قاليباف بنظيره السعودي، عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، على هامش أعمال الدورة التاسعة عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، المنعقد في العاصمة الإندونيسية جاكرتا.
وفي مستهل اللقاء، أعرب قاليباف عن ارتياحه لهذا الاجتماع، مشيرًا إلى الدور البارز للإعلام في العالم اليوم، ومؤكدًا أن وسائل الإعلام العالمية واقعة تحت تأثير القوى الكبرى، ما يفسر ضعف التغطية لمأساة الإبادة الجارية في غزة، حيث يُحرم السكان من أبسط مقومات الحياة، من غذاء ودواء، في ظل غياب الضمير الإنساني.
وأضاف: “نحن سعداء بأن قنوات التواصل قد فُتحت بين إيران والسعودية، وعلينا استثمار هذه العلاقات في مواجهة التحديات التي تعصف بالأمة الإسلامية”.
وشدد رئيس البرلمان الإيراني على أهمية التعاون الجاد بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، مشيدًا بتسهيلات المملكة العربية السعودية في ما يتعلق بموسم الحج وتيسير الرحلات الجوية، معربًا عن أمله في أن تتوسع العلاقات الثنائية بشكل أكبر.
وتابع: “إذا توحّدت الدول الإسلامية، وفي مقدمتها إيران والسعودية، في مواقفها تجاه ما يجري في غزة، يمكننا أن نحرز تقدمًا حقيقيًا لحل القضية الفلسطينية”.
وأكد قاليباف أن تجارب العقود الماضية، منذ عام 1948، أظهرت بوضوح نوايا الكيان الصهيوني العدائية تجاه الشعوب الإسلامية، موضحًا أن إسرائيل لم تلتزم بأي من الاتفاقيات السابقة مثل كامب ديفيد وأوسلو، واستمرت في سياسة الاستيطان والاعتداءات المتكررة على الضفة الغربية، وسوريا، ولبنان.
وقال: “الكيان الصهيوني لا يرغب أبدًا في وحدة المسلمين، بل يسعى إلى منع أي انسجام بينهم على المستويات السياسية والعسكرية والثقافية، ومن هنا تأتي أهمية تطوير العلاقات بين إيران والسعودية لمواجهة هذه المؤامرات”.
ودعا قاليباف إلى تكثيف الزيارات المتبادلة واللقاءات بين مسؤولي البلدين، موجّهًا دعوة رسمية إلى رئيس مجلس الشورى السعودي لزيارة إيران.
رئيس مجلس الشورى السعودي: الوضع في غزة مؤلم ومأساوي
من جانبه، قال رئيس مجلس الشورى السعودي، عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، إن اللقاءات التي تُعقد على هامش المؤتمرات الدولية تكتسب أهمية بالغة، مشيرًا إلى أن “غزة” لا يُنظر إليها كمجرد رقعة جغرافية بل باعتبارها جزءًا أصيلًا من القضية الفلسطينية الكبرى.
وأضاف أن “ما يتعرض له الفلسطينيون، لا سيما في غزة، هو ظلم شامل، ولا يمكن لأي إنسان في هذا العالم أن يتحمّل مثل هذا الحصار الجائر لسنوات طويلة”، مشددًا على أن الأوضاع في غزة “مؤلمة ومفجعة”.
وختم بالقول: “التطورات الراهنة تستدعي تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية بشكل واقعي وعقلاني، وعلينا تكثيف اللقاءات والتواصل المشترك لتحقيق هذا الهدف”.