أفادت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية الأسبوعية، نقلاً عن ضابط إسرائيلي بأنّ حزب الله مستعد بشكل أفضل بكثير لغزو بري إسرائيلي للبنان، مقارنة بتحضيرات أوكرانيا السابقة ضد روسيا في عام 2022.
وقال الضابط إنّ المواقع التي اعتقد الجيش “الإسرائيلي” أنّها مموهة بشكل جيد، عثر عليها حزب الله وضربها بشكل متكرر، مضيفاً أنّ السبب الوحيد لعدم تعرض الجيش “الإسرائيلي” لخسائر فادحة في الشمال، هو أنّ قواته ستبقى متخفية عن الأنظار.
بدوره، صرح رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، تامير هايمان أنّ “إسرائيل” إذا ما أرادت إحداث تغيير، فلابد من أن تدمر نظام حزب الله بأكمله، وهذا الأمر غير ممكن وخاصة في الوقت الحالي.
وأكدت المجلة أنّ حزب الله مستعد لأي حرب أكثر بكثير من العام 2006، كما أنّه مستعد لمواجهة أي غزو بري إسرائيلي.
كما كشفت المجلة أنّ حزب الله حصل على مجموعةٍ واسعة من الطائرات بدون طيار الانتحارية “المصممة في إيران”، ومع أنّ لدى الجيش “الإسرائيلي” أنظمة حماية نشطة يمكنها مواجهة الصواريخ المضادة للدبابات، لكن الطائرات بدون طيار تستهدف نقاطاً أضعف في الجزء العلوي من الآليات الإسرائيلية.
كما أنّ العامل الثاني لقوة حزب الله هو أنّه طور قواته البرية بعد أن كانت قواته تتحصن بشكلٍ ثابت، وفق المجلة، لكن الآن هناك قوّة الرضوان النخبوية والتي كانت تهدف لضرب “إسرائيل” على عمق 20 كيلومتراً.
والعامل الثالث هو أنّ المجموعة استفادت من تجربتها في القتال في سوريا إلى جانب القوات الجوية الروسية.
كذلك، أصبحت قوة نيران حزب الله أكثر دقة، إذ يستخدم حزب الله بشكلٍ روتيني طائرات لتحديد الأهداف المباشرة للصواريخ، ويرسل طائرات استطلاع بدون طيار لتحديد الأهداف لمهاجمتها بدقة شديدة.
ثم هناك مسألة الجنود الإسرائيليين، إذ يتحدث جنرالات الجيش بتفاؤل عن مناورة برية محدودة للاستيلاء على منطقة أمنية لمنع حزب الله من استهداف المستوطنات الحدودية، لكن المقال يعيد التذكير أنه في عام 1982 احتاج الجيش الإسرائيلي إلى 7 فرق لغزو لبنان.
واستخدم 4 فرق في الحرب الأصغر في عام 2006. وفي الوقت الحاضر، يواجه الجيش الإسرائيلي، ضغوطاً شديدة في قطاع غزة والضفة الغربية، ويقول أحد جنود الاحتياط الذين شاركوا في تلك التدريبات: لا أرى من أين سيحضرون عدداً كافياً من الجنود.
وحول التقديرات الإسرائيلية، قالت المجلة إنّه في حال اندلعت حرب مع حزب الله، فإنّ التقديرات تشير إلى أنّ “إسرائيل” ستتلقى أكبر وابل صاروخي متواصل في التاريخ.
والواقع أنّ الحرب المقبلة سوف تكون أشد وطأة على “إسرائيل”، إذ أصبح لدى حزب الله الآن أكثر من 120 ألف صاروخ وقذيفة، وكثير منها قادر على الوصول إلى تل أبيب وما بعدها، وبتوجيه دقيق.
وحذر تقرير أعده أكثر من 100 خبير ومسؤول إسرائيلي سابق، من أنّ حزب الله قد يطلق ما بين 2500 إلى 3000 صاروخ يومياً، أي ما يعادل 25 ضعف معدل إطلاق الصواريخ في عام 2006، لمدة ثلاثة أسابيع متتالية، وسوف يكون هذا أكبر وابل صاروخي متواصل في التاريخ، مشيراً إلى أنّه حتى إذا تمكنت المدمرات الأميركية قبالة سواحل لبنان من تدمير صواريخ أكبر حجماً، فإن أنظمة الدفاع الإسرائيلية سوف تغرق في أماكن عديدة، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى خسائر إسرائيلية فادحة.
وأوضحت المجلة أنّ دفاعات حزب الله الجوية، تحسنت فقد أسقطت منذ 7 أكتوبر وحتى اليوم، أكثر من سبع طائرات إسرائيلية بدون طيار.
وشكك الخبراء الإسرائيليون في إمكانية إزالة الشعور بالخوف، الذي يخيم على شمال “إسرائيل”، والذي يمنع المستوطنين من العودة إلى الشمال.
ويقول أحد كبار المسؤولين المخضرمين في “الموساد”، إنّ الجيش تعب في غزة، ويحتاج إلى 6 أشهر على الأقل للاستعداد لحربٍ أخرى.
وفي وقت سابق، وصف الإعلام الإسرائيلي، حزب الله في لبنان بأنّه واحد من 5 قوى عظمى من ناحية كمية الصواريخ التي يملكها وهي الولايات المتحدة، الصين، روسيا، ألمانيا.