خلال الاسبوع الماضي أعلنت إيران اكتشاف مخزون ضخم من الليثيوم،. وهذا “المعدن الأبيض”الذي يطلق عليه “نفط القرن الحادي والعشرين” وهو ضروري لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، وإنتاج البطاريات القابلة للشحن، والمستخدمة في الهواتف المحمولة وأجهزة إلكترونية أخرى، والصناعات العسکریة والصناعات ذت التكنولوجيا الفائقة، حيث يؤكد الخبراء على أهمية هذا الاكتشاف ونتائجه الكبيرة .
يقول المسؤولون الايرانيون انه “المرة الأولى في إيران تمّ اكتشاف مخزون من الليثيوم في همدان في منجمين منفصلين ويُقدر هذا المخزون بـ”8.5 مليون طن” من صخور الليثيوم وهناك احتمال لوجود نحو 20 مليون طن من صخور اليثيوم في هذين المنجمين في ايران، وهناك 89 مليون طن من صخور الليثيوم في كل أنحاء العالم.
وتعتبر أستراليا وتشيلي والأرجنتين والصين من أبرز الدول المنتجة لهذا المعدن الثمين.
يعتقد الخبراء الاقتصاديون والاستراتيجيون انه وعبر التخطيط الدقيق والمدروس وبالاستفادة من المتخصصين والمستثمرين الملتزمين يمكن لايران ان تستفيد من الليثيوم كمعدن استراتيجي وخاص من اجل جعل اقتصادها، اقتصادا عالميا.
وحسب المسؤولون الايرانيون فان مساحة هذين المنجمين هي بين 5 و6 كيلومترات مربعة.
يقول الاستاذ المساعد في قسم الجيولوجيا في جامعة بوعلي سينا في همدان “حسن محسني” ان مثل هذه المعادن الاستراتيجية لها استخدامات فائقة الأهمية في الصناعات ذات التكنولوجيات عالية التطور والتكنولوجيات المتفوقة مثل الصناعات الجوفضائية والصناعات الالكترونية، وعلى سبيل المثال صنع الرقائق والقطع المحاسباتية في الحواسيب العملاقة والصناعات ذات الحرارة العالية.
واشار هذا الاستاذ الجامعي الى الحظر الذي تتعرض له ايران قائلا ان اهمية اكتشاف مثل هذا المخزون للمعادن الاستراتيجية والوصول اليها ، هي فائقة لأنه سيغني ايران في الكثير من المجالات.
الليثيوم … خطوة نحو الازدهار الاقتصادي
يقول استاذ علم الجيولوجيا الاقتصادية في جامعة بوعلي سينا الايرانية محمد معاني جو ان الخطوة التالية بعد اكتشاف مخزون لهذا المعدن الاستراتيجي الفريد من نوعه في همدان هو مجيء الاستثمارات والمعدات المنجمية والمعالجة والاستخلاص قائلا ان الاستثمارات ستكون بملايين الدولارات ويجب الاستفادة من تجارب الدول الاخرى التي تطورت في هذا المجال مثل تشيلي، عبر التواصل والتشاور معهم.
ويضيف هذا الاستاذ الجامعي ان دعم القطاع الحكومي لهذا العمل يعتبر امرا ضروريا وان افضل طريق للانتفاع الاقتصادي هو الاستفادة من تجارب الدول الصديقة ،ويقول : في اولى مراحل الاستخراج يمكن بيع هذه المادة على شكل تراب وصخور الى الدول الاخرى لكن هذا الامر هو بيع للخامات، والربح الاكبر يتحقق من بيع الليثيوم المستخرج حيث يوجد في كل طن من الخامات نحو 85غراما من الليثيوم النقي ، كما ان عملية معالجة خامات الليثيوم واستخراج الليثيوم النقي تؤدي الى خلق فرص عمل وتدر العملات الصعبة على البلاد ، واضافة الى التسبب بالازدهار الاقتصادي، تؤدي الى الارتباط والتواصل مع الاقتصاد العالمي.
واضاف معاني جو ان معدن الليثيوم يستخرج من مصدرين هما المياه الحمضية في المناجم وكذلك صخور المناجم وهذا المنجم الذي تم اكتشافة في همدان معظمه يتكون من المياه الحمضية مثل مناجم تشيلي واستراليا.
ايران في قائمة الدول المنتجة لليثوم في العالم
تؤكد استاذة قسم الجيولوجيا البترولوجية في جامعة همدان “زينب دارايي زادة” ان معدن الليثيوم الاستراتيجي له استخدامات فريدة من نوعها مثل صناعة البطاريات الالكترونية والصناعات المتطورة والصناعات الدفاعية وانتاج المعادن المركبة الفريدة من نوعها، حيث هناك الان العديد من الدول المتطورة في العالم تستفيد من المعادن الاستراتيجية وخاصة الليثيوم.
وتضيف هذه الاستاذة الجامعية ان هذا المعدن يتم استخدامه الى جانب الالمنيوم في صنع الطائرات بسبب خفة وزنها وصلابتها ومقاومتها العالية في نفس الوقت ، والان وبعد اكتشاف هذه المادة الاستراتيجية في همدان فانها اصبحت من المخزونات الاستراتيجية، وتابعت ” بسبب صعوبة الاستخلاص واسعارها المرتفعة، يتم بيع الليثيوم بكميات قليلة لا تتعدى الكيلوغرامات وان حجم المخزون المكتشف من الليثيوم في همدان جعل ايران ضمن الدول الاوائل في مجال امتلاك الليثيوم وان مخزونا بحجم 8 ملايين و500 الف طن من صخور الليثيوم يمنح ايران مكانة مرموقة في هذا المجال وانا اعتقد انه من الافضل ان يتم معالجة خامات الليثيوم في داخل البلاد نظرا لاستخداماتها الواسعة وهناك ضرورة لأن يهتم المسؤولون بهذه القضية لأن معدن الليثيوم بامكانه ان يحدث تحولا هائلا في اقتصاد البلاد ويؤدي الى ازدهار اقتصادي لا حدود له.
واشارت هذه الاستاذة الجامعية الى عملاقة الليثيوم في العالم مثل الارجنتين وتشيلي واستراليا واعربت عن أملها في ترجمة الابحاث التي جرت في ايران في هذا المجال على ارض الواقع.
مادة الليثيوم الاستراتيجية والفريدة
يقول الخبير الايراني في قطاع المناجم “محمد خاكي” ان الليثيوم تعتبر مادة استراتيجية في صناعة السيارات الكهربائية وهي مادة هامة جدا في العالم وان قطب انتاجها الان هي دولة بوليفيا وبامكان ايران ايضا الانضمام الى هذا النادي وسيؤدي ذلك الى ايجاد موارد هائلة.
ويضيف خاكي ان هناك مخزونا جيدا من مادة الليثيوم في افغانستان ايضا لكنه لم يصل الى مرحلة الاستخلاص، ويقول : ان مادة الليثيوم موجودة في الكثير من المياه المالحة الحمضية في ايران لكن لم يتم بعد اكتشاف المخزونات واستخلاصها، كما لا يوجد هناك مصنع لاستخلاص واستخراج الليثيوم في ايران ويمكن لمحافظة همدان ان تكون رائدة في هذا المجال وانشاء صناعات هامة اخرى مرتبطة بها .
ويضيف : ان مجرد وجود مادة معدنية لا يؤدي الى ايجاد وانطلاق صناعات مرتبطة لكن الليثيوم يمكنها ان تجذب الاستثمارات والمستثمرين .
ويؤكد هذا الخبير ان هذه الصناعة هي بحاجة الى التكنولوجيا ويقول : هذه المادة المعدنية تعتبر صناعة جديدة واذا تم ايجاد البنى التحتية المرتبطة بها فيمكن توفير فرص عمل وهذا سيرفع من معدل الناتج القومي للبلاد.