ايران شعلة حضارة لا تنطفىء ورائدة في خدمة الانسانية وتقدمها

-على الرغم من كل محاولات تشويه صورة ايران عبر نشر سرديات مفبركة وتعزيز ظاهرة ايرانفوبيا عالميا ، الا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية بحنكتها وثبات قيمها ومبادئها الجوهرية الاصيلة تثبت يوما تلو الاخر انها شعلة حضارة لا تنطفىء ورائدة في خدمة الانسانية وتقدمها.

وكعادتها تبادر الجمهورية الاسلامية الايرانية الى تنظيم وخلق مساحات لدفع التطور العلمي قدما ، ففي عصر يشهد تسارعا غير مسبوق في التقدم العلمي والتكنولوجي، تبرز جائزة المصطفى (ص) كأول وأهم مبادرة إسلامية موحدة تهدف الى تقدير والهام العلماء والمبدعين من دول العالم الإسلامي.

أول جائزة علمية إسلامية عالمية

وانطلاقا من ايمانها بالوحدة الاسلامية وعملا بتعاليم الاسلام وتوصيات الرسول الاعظم (ص) ، ابتكرت ايران هذه الجائزة كوسام عالٍ في العلوم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي،وسمّتها بجائزة المصطفى (ص) تبركا بأحد أسماء نبي الإسلام الأكرم وتمنحها بالتزامن مع عيد المولد النبوي الشريف لتكون بذلك رمزا من رموز الوحدة و الكفاءة والتميز والإبداع العلمي في العالم الإسلامي.

ويمكن القول ايضا، انها رمزا للسيادة العلمية الذاتية، وخطوة جريئة نحو تحرر العالم الإسلامي من الاعتماد على الجوائز الغربية في قياس التميز، لانه لا توجد سابقة في التاريخ الحديث لجائزة علمية تُمنح حصريا للعلماء المسلمين، وتُدار بمعايير دولية شفافة، وتُمول من مصادر إسلامية دون تدخل سياسي.

كما ان هذه الجائزة تُمنح كل سنتين منذ عام 2015، بمبادرة من مؤسسة المصطفى (ص) للعلوم والتكنولوجيا ، وهي جائزة علمية دولية تُعد بمثابة “جائزة نوبل للعالم الإسلامي”، وتُكرّم أبرز الإنجازات في مجالات العلوم الأساسية والتكنولوجيا المتقدمة.

احياء الحضارة الاسلامية العلمية

الجائزة ليست مجرد مكافأة مالية ، بل هي تذكير بأن الإرث العلمي للعلماء المسلمين هو من المفاتيح الأساسية لفهم تطور العلوم الحديثة، من الجبر عند الخوارزمي، إلى الطب عند ابن سينا والرازي،الى الكيمياء عند جابر بن حيان، إلى الفلك عند البتاني، وغيرهم الكثير…. وعلى مر العصور، ترك هؤلاء العلماء بصمات واضحة في مجالات متعددة، وأثروا في المنهج العلمي الحديث.

وبالتالي فمن خلال تكريم العلماء المعاصرين، تعيد الجائزة ربط الحاضر بالماضي، وتُنبه الأجيال الجديدة أن التميز العلمي ليس حكرا على الغرب فقط، كما انها تعد جسر عبور للمستقبل لتقدیم افضل الابداعات في مجالات قائمة التقنيات الحيوية (تقنیات النانو والطب والتکنولوجیا وعلوم الاتصالات) والتي تُدرج في العديد من الاستراتيجيات الوطنية ووثائق الأمم المتحدة للعلوم والتكنولوجيا.

اداة دبلوماسية علمية فعالة

وفي زمن يسود فيه التحيز الاعلامي ونشر سرديات مفبركة ضد الدول الاسلامية لتهميشها وتشويه صورتها وتعزيز ظاهرة الاسلاموفوبيا، تُعد جائزة المصطفى (ص) أداة دبلوماسية علمية فعالة تُحدث تغييرا في المفاهيم السلبية المتشكلة في وسائل الاعلام الغربية، حيث انها تُظهر للعالم ان العلماء المسلمين يُسهمون أيضا في حل المشكلات العالمية من خلال ابتكاراتهم،وتبث صور العلماء المسلمين وهم يقفون على منصات عالمية، يحملون جوائزهم بكل فخر واعتزاز.

من اراد ان يبني امة فليبي عقولها

تُترجم جائزة المصطفى (ص) الحكمة المتمثلة بالقول : ” من اراد ان يبني امة فليبني عقولها” الى واقع يثبت نفسه بقوة ،حيث تُرسخ مدى اهتمام الجمهورية الإسلامية بالعلم والتطور والتقدم والتكنولوجيا، فهي ليست دولة متخلّفة كما يحلو للبعض أن يصوّرها، بل دولة تفوقت واحتلت المراتب الأولى إقليميا وعالميا في مجالات أساسية، من الطب الى النووي وما بينهما.

وعليه فان إيران، كراعٍ رئيسي لهذه الجائزة، قد أثبتت أن القوة الحقيقية للأمة في العقل والإبداع .وحين يُكرم عالم مسلم من باكستان أو ماليزيا أو السنغال في طهران، فإن ذلك لا يُعد احتفالا وطنيا فحسب، بل هو انتصار للإسلام كحضارة عقلانية، إنسانية، ومستدامة.

بالاضافة الى ان هذه الجائزة ليست مجرد تكريم لعلماء فذّين، بل هي مشروع حضاري شامل يسعى لإعادة بناء مجتمعات إسلامية قائمة على العلم لا على الانفعالات، وكأنها دعوة صامتة قوية: “نحن لم ولن نختفِ من مسرح العلم بل نحن موجودون ومتجذرون بقوة!”

كما ان وجود جائزة ذات سمعة عالمية يدفع الحكومات والمؤسسات الإسلامية إلى زيادة ميزانيات البحث العلمي، وتحسين البنية التحتية للجامعات، ودعم الباحثين الشباب. علاوة على أن تبرع الفائزين السابقين (كما في الدورة السادسة) لتأسيس “وسام العالِم الشاب” يعكس ثقافة التراحم العلمي والمسؤولية الاجتماعية بين المفكرين الإسلاميين.

حقائق لا يمكن التغاضي عنها

وهنا لابد لنا من ذكر بعض الحقائق المهمة التي توضحها رسالة جائزة المصطفى (ص) واهدافها والتي لا يمكن التغاضي عنها ، ومنها :

– أن التميز العلمي في العالم الإسلامي ليس ندرة، بل هو ظاهرة نامية تحتاج فقط إلى دعم واستثمار

– تشجيع البحث العلمي في الدول الإسلامية

– بناء جسر بين العلماء المسلمين عبر الحدود الجغرافية والثقافية

– إعادة صياغة صورة العالم الإسلامي كقوة علمية فاعلة، وليس فقط مستهلكا للتكنولوجيا

– ايران تتجاوز حدود العقوبات والحصار وتفتح ابوابها للعالم وتجمع العلماء والباحثين

– ايلاء العلماء والباحثين الشباب اهمية كبرى واعدادهم لبناء مستقبل واعد

– تُرسخ مكانة المرأة المرموقة في الاسلام وتفتح لها افاق التقدم والابداع (حصة بارزة من الجوائز)

وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها ، الا ان جائزة المصطفى (ص) بنجاحها تخلق فرصا مستقبلية هائلة حيث يمكن تحويل هذه الجائزة الى منظمة علمية إسلامية دائمة ،و إنشاء مراكز بحثية مشتركة تحت مظلتها، وتفعيل برامج تبادل طلابي وبحثي بين الفائزين والجامعات الإسلامية.

انتهى**ر.م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *