جائزة المصطفى (ص) لعام 2025 تُمنح لثلاثة علماء من نخبة العالم الاسلامي

مُنحت جائزة المصطفى (ص) السادسة لثلاثة علماء من العالم الإسلامي من إيران وتركيا والهند، حيث حصلت إيران وتركيا على أكبر عدد من الجوائز، بواقع سبعة وخمسة فائزين على التوالي.

وقد أُقيم حفل توزيع جائزة المصطفى (ص)، مساء امس الاثنين، بحضور رئيس اللجنة العلمية للجائزة، علي أكبر صالحي، والمدير التنفيذي لمؤسسة العلوم والتكنولوجيا للمصطفى (ص)، مهدي صفاري نيا، ورئيس اللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي في منظمة التعاون الإسلامي(COMSTECH)، محمد إقبال شودري، وشخصيات علمية وتقنيون من العالم الإسلامي.

كما حضر الحفل نائب رئيس الجمهورية للشؤون العلمية حسين أفشين، وأمين المجلس الأعلى للثورة الثقافية، حجة الإسلام خسرو بناه، ورئيس أكاديمية العلوم، محمد رضا مخبر دزفولي، ومساعد النائب الاول لرئيس الجمهورية في الشؤون الثقافية والاجتماعية ضياء هاشمي.

و سلطت جائزة المصطفى (ص) بنسختها السادسة لهذا العام الضوء على ثلاثة إنجازات علمية وتكنولوجية باعتبارها أمثلة مشرقة على الابتكار في العالم الإسلامي؛ وهي إنجازات يمكن أن يشكل كل منها نقطة تحول في عملية حل التحديات العالمية في مجالات الصحة،  تكنولوجيا المعلومات والطاقة النظيفة.

إنجازات الفائزين الثلاثة بجائزة المصطفى (ص) السادسة لعام 2025

فيما يخص مجال علوم الحياة والطب، نجح البروفيسور “مِحْمَت تونر”، العالم التركي البارز والأستاذ بجامعة هارفارد، في تطوير أداة تعتمد على تقنيتي الميكرو والنانو لعزل الخلايا السرطانية في مجرى الدم. وتُحدّد هذه الشريحة المصغّرة، بدقةٍ فائقة، خلايا الورم في مجرى الدم؛ وهي قدرةٌ تُمكّن من الكشف المُبكر جدا عن السرطان ومراقبة المريض أثناء العلاج. ويُمكن لهذا التقدم أن يُحسّن معدلات نجاة مرضى السرطان، وأن يُوسّع نطاق تطبيق نهج “العلاج المُخصّص”.

والجدير بالذكر ان العالم تركي تونر، هو من مواليد عام 1958، و يعيش في الولايات المتحدة، ومتخصص في مجال العلوم والتكنولوجيا البيولوجية والطبية. حاصل على بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة إسطنبول (1982)، وماجستير في الهندسة الميكانيكية، ودكتوراه في الهندسة الطبية الحيوية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) عامي 1985 و 1989 على التوالي. وهو أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد منذ عام 2002 وأستاذ متفرغ فيها.

يُعرف العالم تونر كأحد رواد تطبيق الهندسة الطبية، والنانو، والميكرو في الطب السريري على مستوى العالم، وقد اختير لإنجازه في تطوير أدوات نانوية وميكروفلويدية ذات تطبيقات سريرية: عزل الخلايا النادرة. فقد صمم في الواقع شريحة على مقاييس الميكرو والنانو تستطيع التعرف على الخلايا السرطانية المنتشرة في الجسم.

جائزة المصطفى (ص) لعام 2025 تُمنح لثلاثة علماء من نخبة العالم الاسلامي

وفيما يخص مجال تكنولوجيا المعلومات، طوّر الباحث الإيراني البروفيسور “وهاب ميركاني” خوارزمية مبتكرة تُسمى “التجزئة الحساسة للموقع القائمة على توزيعات مستقرة”. ويُحسّن هذا الابتكار سرعة وكفاءة البحث عن البيانات ومطابقتها على نطاقات واسعة جدًا، مع الحفاظ على أمانها ودقتها. ومع توسّع خدمات الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات الضخمة، والحوسبة السحابية، لا تُعتبر هذه الخوارزميات مُحسّنات للبنية التحتية الرقمية فحسب، بل تلعب أيضا دورا رئيسيا في تطوير البرمجيات المتقدمة، والأنظمة القائمة على الموقع، وخدمات البحث الذكية.

ويشار الى ان البروفيسور الايراني ميركاني، هو من مواليد عام 1979، ومقيم في الولايات المتحدة، ومتخصص في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. حاصل على درجة البكالوريوس (2001) من جامعة شريف للتكنولوجيا، ودرجة الدكتوراه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (2005)، وهو باحث ما بعد الدكتوراه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومايكروسوفت خلال الفترة 2005-2006 و 2006-2008 على التوالي، وأستاذ سابق في جامعة نيويورك.

ويُعرف البروفيسور ميركاني عالميا في مجال الخوارزميات، وقد اختير لهذه الدورة لإنجازه في تصميم “التجزئة الحساسة للجوار” وخوارزميات الرسوم البيانية على نطاق واسع.

اما في مجال الطاقات الجديدة، تمكّن البروفيسور “محمد خواجه نذير الدين”، العالم الهندي والأستاذ في معهد EPFL في سويسرا، من التغلب على التحديات التقنية والاقتصادية للخلايا الشمسية القديمة من خلال تطوير جيل جديد من خلايا البيروفسكايت الشمسية. ولا تتميز هذه الخلايا بكفاءة أعلى فحسب، بل تتميز أيضًا بخفة الوزن والمرونة وانخفاض التكلفة؛ وهي ميزات تُمكّن من تركيبها وتشغيلها حتى في المناطق النائية التي تفتقر إلى بنية تحتية متطورة. ويمكن لهذه التقنية أن تُسهم في تحقيق استقلالية المجتمعات الريفية في مجال الطاقة، وتُقلل الاعتماد العالمي على الوقود الأحفوري.

وتجدر الاشارة الى ان البروفيسور الهندي نذير الدين، هو من مواليد عام 1957 و يقيم في سويسرا. كما انه خريج جامعة عثمانية لدرجتي البكالوريوس والدكتوراه (1980-1986)، وباحث ما بعد الدكتوراه في معهد EPFL في لوزان بسويسرا، وأستاذ في جامعة كوريا (2009-2014)، وأستاذ زائر في جامعة الملك عبدالعزيز (2014-2021)، وعضو الجمعية الملكية للكيمياء، وأستاذ في معهد EPFL منذ عام 2012 حتى الآن. وقد اختير لإنجازه في خلايا شمسية من نوع البيروفسكايت.

يمثل إنجاز البروفيسور نذير الدين إنتاج جيل جديد من الخلايا الشمسية وحل المشكلات التقنية للجيل السابق، بحيث يمكن تركيب هذه الخلايا في المناطق النائية والهامشية.

تُمنح جائزة المصطفى (ص) كل سنتين، وقد أُقيمت حتى الآن في ست دورات من عام 2015 إلى 2025، وتم منح 22 جائزة إجمالا، من بينها جائزتان لعالِمتين من لبنان وسنغافورة.

جائزة المصطفى (ص) لعام 2025 تُمنح لثلاثة علماء من نخبة العالم الاسلامي

حصلت إيران على الجائزة منذ دورتها الثانية عام ٢٠١٧، وحققت أعلى عدد من الجوائز في دورتها الثالثة عام ٢٠١٩، بثلاثة فائزين. ومن الدول الحائزة على الجائزة علماء من الأردن، وسنغافورة، وتركيا، وإيران، وبنغلاديش، ولبنان، والمغرب، وكمبوديا، والهند، وباكستان، ومصر.

منح وسام العالِم الشاب

وللمرة الأولى منح وسام العالِم الشاب دون الأربعين عاما، في حفل جائزة المصطفى (ص) بنسختها السادسة في مجال العلوم الطبية، إلى ثلاثة نخب من العالم الإسلامي، ويهدف لتشجيع علماء العالم الإسلامي الشباب وتقديرا لإنجازاتهم المؤثرة، كمثال على الكفاءة والتميز العلمي لدى النخبة الشابة.

جائزة المصطفى (ص) لعام 2025 تُمنح لثلاثة علماء من نخبة العالم الاسلامي

وقد نال شرف هذا الوسام في مجال العلوم والتكنولوجيا الحيوية والطبية كل من: “سپیده میرزائي” من إيران عن عملها حول “تنظيم عوامل مقاومة الأدوية في السرطان استنادا إلى المسارات الجزيئية”، و”شود پائو لوك” من ماليزيا عن عمله في “ابتكارات تكنولوجيا الطحالب لصناعات الأغذية المائية”، و”بوسه جواتميره” من تركيا في مجال العلوم والتكنولوجيا الحيوية والطبية عن عملها حول “تحديد آليات تكيف الخلايا السرطانية ومقاومتها للعلاج الكيميائي عبر التغيرات اللاجينية وتفاعلات البيئة الدقيقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *