اكد الامين العام لحزب الله لبنان “السيد حسن نصر الله”، على ان قائد فيلق القدس بالحرس الثوري “الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني”، واجه المشروع الامريكي في المنطقة خلال عقدين من الزمن.
وفي كلمة له مساء الثلاثاء بالذكرى السنوية الثالثة لواقعة استشهاد قادة النصر الشهيدين الحاج قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس، ورفاقهما على يد الكيان الامريكي الارهابي (3 ينار 2020)، لفت السيد نصر الله الى ان الشهيد سليماني “كان لديه الكثير من القدرات الشخصية في الذكاء والتحمل وكان شخصية مميزة”.
واضاف، سليماني كان يستند الى قائد حكيم وشجاع مدبر مطل على كل ساحات العالم هو الامام الخامنئي؛ مؤكدا بان الحاج قاسم كان يسير بتوجيهات وضوابط الامام الخامنئي، وكان جندي الولاية وليس جنرالها، وقد أوصى ان يكتب على قبره بانه جندي الولاية”.
وعن المشروع الامريكي الاقليمي الذي تصدى له الشهيد سليماني، قال الامين العام لحزب الله، ان “المشروع الاميركي يسعى للهيمنة والتسلط والسيطرة على الثروات والنفط ويتركوا للملوك والرؤساء بعض المسائل التفصيلية”؛ موضحا ان “هذا حال الانظمة والسلاطين الموجودة منذ ايام الشاه البهلوي البائدة وحتى اليوم، بعضهم مستوى قائم بالاعمال في سفارة، والرئيس الاميركي لا يتكلم مع مسؤول الا اذا اراد ان يحلب منه 450 مليار دولار”.
واضاف : في قلب المشروع الاميركي كانت “اسرائيل” موجودة دائما؛ مبينا ان “النسخة الأولى من المشروع الأميركي في المنطقة الذي واجهه الشهيد سليماني وقادة شهداء آخرون هو مشروع الشرق الأوسط الجديد في لبنان وفلسطين”.
وتابع، ان “النسخة الأولى من المشروع الأميركي بدأت عام 2001 بعد استلام جورج بوش الإبن الرئاسة، وأفغانستان لم تكن في الخطة وفق ما نُشر و11 أيلول أعطى قوة دفع للمشروع الاميركي لدخول افغانستان والعراق والاقتراب من ايران وسوريا”.
ولفت، بان العمل على ضرب المقاومة في فلسطين والمقاومة في لبنان، بدا عام 2006 وكان المخطط يقضي بالاجتياح وفرض قوات متعددة الجنسيات في المطار والمرافئ والحدود”؛ مصرحا “هنا دخل الحاج قاسم سليماني في الخط الأمامي كقائد وايران صمدت وسوريا كذلك وفشل العدو في حرب تموز”.
نصر الله، اكد “لو نجحت الحرب الصهيونية على لبنان لأكملت على سوريا لكن ذلك لم يحصل وهنا يحضر الشهيد سليماني”؛ مشددا على ان “فصائل مقاومة شيعة وسنة في العراق قاتلوا بحق واخلاص قوات الاحتلال فكانت عمليات ممتازة في تلك الايام تستهدف قوات الاحتلال الاميركي وفرضوا على قوات الاحتلال لوضع جدول زمني للانسحاب وعندما تلكأت ازدادت العمليات حتى فرضوا عليهم الخروج”.
واشار الامين العام لحزب الله، الى انه “اذا جمعنا ما قامت به المقاومة العراقية وصمود ايران وسوريا والمقاومة في لبنان وفلسطين فنخرج بنتيجة ان نسخة المشروع الاميركي الأولى انتهت وفشلت”، واضاف “نتيجة النسخة الأولى من المشروع الاميركي ان يضطر ترامب الى الذهاب سرا الى العراق وقد أقر بذلك بالرغم من انفاق أميركا لـ 7 آلاف مليار دولار في النسخة الأولى من هذا المشروع”؛ متسائلا، “ماذا لو لم يكن الموقف الايراني ولم تصمد سوريا ولم تكن هناك ارادة مقاومة لدى شعوب المقاومة واحتلت اميركا منطقتنا؟”.
وقال السيد نصر الله : في النسخة الثانية من المشروع الاميركي أخذت الحروب طابعا داخليا فالشعوب في المنطقة تتقاتل فيما بينها والمجئ بالتكفيريين لخوض المعارك وأخذت المعارك طابعا طائفيا، النسخة الثانية من المشروع الاميركي هي نسخة تدمير دول وشعوب وتحطيم كل ما في المنطقة فتعود اميركا بعنوان المنقذ”، واضاف “بدأت النسخة الثانية مع أوباما حيث اكتشفوا ان الحروب الواسعة هي فاشلة، واكتشفوا ان التعويل على اسرائيل في الحروب فاشل”، وتابع “في النسخة الثانية من المشروع الاميركي حضر سليماني والمهندس في العلن لأنه كان من المفترض ان يكونا في الميدان”.
واستطرد، ان “النسخة الثانية من المشروع الأميركي فشلت في تحقيق أهدافها لإخضاع إيران والعراق وفلسطين وسوريا ولبنان واليمن، بل أطلقت عناصر قوّة جديدة في منطقتنا”؛ مؤكدا بان “المشروع الاميركي الثاني في المنطقة فشل أيضا بفعل المقاومة والصمود وحضور القائدين سليماني والمهندس”.
واعتبر نصر الله، انه “امام اخفاقين كبيرين وتاريخيين للمشروع الاميركي وصلنا الى ترامب الذي رأى بتوجيه ضربة حاسمة للمحور وكان اغتيال القائدين سليماني والمهندس”؛ واوضح السيد نصر الله ان “الهدف من الاغتيال هو كسر المقاومة وارهاب العراقيين واضعاف اطراف محور المقاومة في سوريا وايران ولبنان وفلسطين”.
ومضى الى القول، ان “الهدف من الاغتيال أيضا هو إبعاد أهم خطر استراتيجي على كيان الاحتلال.. لكن كانت النتيجة معاكسة للمخطط الاميركي بتشييع مليوني للشهيد سليماني كان الأكبر في التاريخ وتحوله الى ملهم ورمز للايرانيين وثبات القادة الايرانيين”.
واردف، لقد “كانت النتيجة معاكسة للمخطط الاميركي في العراق أيضا من خلال بيان المرجعية وتعاطي الشعب العراقي بكل اطيافه بوفاء كبير والتظاهرة المليونية في بغداد المطالبة باخراج القوات الاميركية واستهداف هذه القوات وفي النهاية قرار الخروج من العراق”، ولفت الى انه “في فلسطين أيضا كانت معركتي سيف القدس ووحدة الساحات وصمود الشعب الفلسطيني”، وأكد انه “بعد استشهاد سليماني سقطت صفقة القرن ولبنان ثبت قواعد الردع وأحرز الانتصار في ملف ترسيم الحدود البحرية”.
واشار الى ان “النسخة الثالثة من المشروع الاميركي بدأت بالحرب الاقتصادية وهذا يحتاج الى حديث كثير”.
وحول سلوك حكومة نتنياهو، قال : الحكومة الصهيونية الجديدة التي فيها مجانين، تعجل من نهاية هذا الكيان من خلال ارتكاب أخطاء وحماقات السيد نصر الله؛ مشددا على ان “التعرض للمسجد الأقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين وبيت المقدس لن يفجّر الوضع داخل فلسطين فقط بل قد يفجر المنطقة بكاملها”.
وصرح الامين العام لحزب الله، “لن نتسامح مع أي تغيير في قواعد الاشتباك او أي مس بما هو وضع قائم على مستوى الحماية للبنان”؛ مضيفا “العين في الحقيقة مع هذه الحكومة الصهيونية الجديدة متوجهة إلى فلسطين الى القدس والضفة الغربية والمسجد الأقصى”.
وقال : نحن امام حكومة في الكيان الصهيوني تضم فاسدين ومجانين ومتطرفين وهؤلاء جميعا لا يخيفوننا لأننا جربناهم سابقا وهذا النموذج سيعجل بنهاية الكيان المؤقت.
وحول ازمة انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، اكد السيد نصر الله على ان “ايران لم تتدخل في الشأن اللبناني على مدى 40 عاما”؛ واوضح ان من يربط انتخاب الرئيس اللبناني بنتيجة المفاوضات بين اميركا وايران حول النووي، ممكن ينتظر عشرات السنين فيبقى البلد بلا رئيس جمهورية.
وتابع، “من ينتظرون توافقا سعوديا ايرانيا، انتم ستنتظرون كثيرًا لأن ايران لا تتدخل بالشأن الداخلي اللبناني.. وان كل الذين كانوا يراجعون ايران في أي شأن من هذه الشؤون كان الجواب، هذا شأن لبناني”.
وعن العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، قال السيد نصر الله : الإشكال بيننا وبين التيار الوطني الحر نحن حريصون على معالجته بالتواصل وحريصون على العلاقة، وسنعالج الخلاف مع التيار الوطني الحر لان اللبنانيين هم بحاجة الى اللقاءات والتواصل.