محمد کاظم آل صادق سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العراق وسط ظروف ملؤها الأمن والأيمان انطلقت مراسيم الزيارة الأربعينية للإمام الحسين (عليه السلام) لهذا العام أكبر وأروع مما سبقه من الأعوام بفعل جهود بذلتها الحكومة والشعب العراقي الكريم وأصحاب المواكب إضافة إلى القائمين على تنظيم المراسيم وكذلك التنسيقات التي أجرتها سلطات البلدين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية العراق تمهيدا لمشاركة الزوار الإيرانيين. شهد العالم ملحمة الحب والولاء الكبيرة التي أطلقها محبو الإمام الحسين على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم وإثنياتهم وقومياتهم وجنسياتهم والتي كانت قد لمت شمل الجميع على درب سيد الشهداء (عليه السلام) ومدرسته. يعتبر هذا التجمع العالمي لأحرار العالم بمنعزل عما كانت لديهم من الديانات والمذاهب والجنسيات أكثر التقاليد الدينية والأخلاقية تنوعا في العالم. في الوقت الذي نشهد فيه واحدة من أبشع الجرائم المعاصرة التي أسفر عنها تباين الجنسيات والإثنيات والديانات والمعتقدات في أرض فلسطين المقدسة تمس الحاجة لدى البشر في زمننا الحاضر أكثر من أي وقت مضى إلى المدرسة الحسينية. بينما حال سواد الظلم إلى ظلام دامس ووصلت صرخة المضطهدين إلى آذان السماء السامية وسط صمت مطبق ممن يتشدقون بحقوق الإنسان باتت مشاركة الملايين ممن تنبض قلوبهم حبا لإمام الحسين (عليه السلام) هاتفين بشعار (لبيک يا حسين) وهم يدعون إلى الحق والعدالة والبراءة من الظالمين ما يداوي قلوب الأطفال والنساء والرجال العزل في غزة إذ أن شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) هي صرخة المظلومين عبر التاريخ كما وأنها مثال خالد للوقوف ضد مجرمي التاريخ كافة. يذكرنا الأربعين بصرخة هيهات من الذلة المدوية والتي عمرها عمر التاريخ. في الحقيقة اتخذت مراسيم الأربعين لهذا العام (كربلاء طريق الاقصی) شعارا لها. الأربعين هو ممارسة مكافحة الظلم والتحضير لانتفاضة المظلومين في زمن ظهور الإمام المهدي المنتظر (عج). ملايين من محبي الإمام الحسين عليه السلام الذين يشبهون جيشا لإمام المهدي (عج) يجدون دعوة الحسين للحق في تحرير القدس. مكافحة الظلم ودعم الأحرار في مدرسة الإمام الحسين (عليه السلام) هي الوقوف الدائم إلى جانب المظلومين بوجه الظالمين كما وأنها تعني الاستجابة لنداء (هل من ناصر ينصرني) التاريخي للمظلوم والقتال والتصدي للاحتلال والعدوان والجرائم الصهيونية. حقيقة الأربعين هي أنها لا يمكن لأي قوة تحقيق الانتصار من خلال قتل الأطفال الرضع والنساء وغيرها من الجرائم التي لا نهاية لها كما وأن الأربعين يشير إلى أن منح الميليارات من الدولارات والتعزيزات العسكرية المتطورة للغاية للقوى العالمية لن يحول دون الانتصار الحاسم لأهالي غزة والقضية الفلسطينية لأنه كما يقول الإمام الخميني رحمة الله عليه: الدم ينتصر على السيف. أضفت أعلام الدول المختلفة والجنسيات المنوعة إلى جانب الرايات السوداء للعزاء والخضراء للإيمان والحمراء للثأر على أربعينية هذا العام روعة تخطف الأنظار وعندما كانت تترافق مع ما يرددها الزوار من شعارات لبيك يا حسين وهيهات من الذلة والموت لإسرائيل تبشر بهزيمة محتلي القدس الكاملة وتحرير المسجد الأقصى الذي سيتم قريبا إن شاء الله