– قال سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى موسكو كاظم جلالي في كلمة ألقاها خلال اجتماع وزراء الثقافة بالدول الأعضاء في مجموعة البريكس: إن البريكس هو مظهر من مظاهر حقيقة أن العالم أحادي القطب قد وصل إلى نهايته وان عالما جديدا قد ولد ويشهد النمو.
جاء ذلك في كلمة القاها السفير الايراني لدى موسكو كاظم جلالي خلال اجتماع الوزراء والمسؤولين الثقافيين في دول البريكس.
*الفرق بين المنظور الثقافي لدول البريكس والمنظرين الغربيين
وقال جلالي: اننا نعلم جميعا أن الثقافة هي أحد الأسس الرئيسية للعلاقات بين الدول وتعزز التواصل في المجالات الأخرى. ورغم أن بعض المنظرين الغربيين للعلاقات الدولية لهم رأي مختلف ويعتبرون الاختلافات الثقافية هي سبب التوترات الدولية، إلا أننا نعتقد أن الفهم الثقافي للعالم المعاصر وقضاياه وتعقيداته، وتجنب النظرة المادية البحتة للظواهر يمكن أن يكون عاملا للتقارب الدولي.
وأضاف جلالي: إن هذا الفهم المشترك لدينا تأثر بالتغيرات التي طرأت على الفضاء الدولي خلال العقود الماضية، وغيّر فهم الخبراء للعوامل المؤثرة في العلاقات الدولية. وعليه، فإننا اليوم، ومع القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية، نتحدث عن شكل آخر من أشكال القوة أساسه القيم والهوية والثقافة.
وأشار إلى أن الثقافة تتداخل مع كافة جوانب حياة الحكومات والأمم، بحيث أصبحت العلاقات الدولية اليوم تفسر على أنها علاقات بين الثقافات.
*الثقافة هي الركيزة الثالثة للعلاقات الدولية
وقال سفير إيران لدى روسيا: إذا كنا نطلق على السياسة والتجارة الركيزتين الأساسيتين للعلاقات الدولية، فيجب القول أن الثقافة هي الركيزة الثالثة وهي ركيزة مهمة لأنها ترتبط بشكل مباشر بروح وحياة الأمم ، ولذلك، فإن تطوير العلاقات الثقافية بين مختلف البلدان، وخاصة البريكس، التي قررت أن تعكس الأصوات المستقلة والمتناغمة ايضا في الساحة العالمية، يمكن أن يؤدي إلى تعزيز واستمرار وتعميق العلاقات في مجالات التعاون الأخرى.
*البريكس، صوت الدول المستقلة
وتابع جلالي : ان اتحاد البريكس هو صوت الدول التي لم ترغب في الانغماس في دوامة الاستيعاب العالمي القائم على القيم الغربية وحاولت وأن ترعرع في أحضانها الثقافات الوطنية المستقلة وتجتهد في الحفاظ عليها باعتبارها تراثاً ثميناً.
وأكد: الآن وقد وصل العالم إلى نقطة تحول في مساره التاريخي، أصبحت الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى فهم مشترك للشعوب ودعم الحكومات للوقوف ضد أحادية نظام الهيمنة. ويأمل أعضاء البريكس أن يتم تشكيل نظام جديد في ظل احترام التقاليد والحفاظ على التراث الثقافي والقيم الأخلاقية والإنسانية الأصيلة. إن إنشاء هذا النظام هو عملية ثقافية تقوم على الثقة بالنفس قبل السياسة والاقتصاد.
*ضرورة تحول المسار الثقافي إلى المناهج التقليدية
وصرح سفير إيران لدى روسيا: إن البريكس هو مظهر من مظاهر حقيقة أن العالم الأحادي القطب قد وصل إلى نهايته وأن عالمًا جديدًا قد ولد وينمو. وفي هذه الأثناء، أصبح تغيير الاتجاه الثقافي والاجتماعي من النمط الغربي نحو الأساليب التقليدية في مظاهر مثل تكريم وصون المؤسسة الإنسانية الاقدم في التاريخ، أي الأسرة الفطرية، واحترام اللغة والعادات والتقاليد القومية والعرقية، أكثر أهمية من أي وقت مضى.
*التذكير بالمظلومية التاريخية لاهل غزة
وذكر جلالي أن دور البريكس أساسي للتشكيك في شرعية هيمنة القيم الغربية، وقال: إن البريكس، مع وجود الدول القوية في العالم، كانت في دائرة الضوء كتحالف في تشكيل مواجهة مبدئية مع هيمنة الثقافة الغربية، وهذا الامر يخلق فرصا ومسؤوليات جادة للناشطين ومدراء الثقافة.
وأضاف: تشير هذه الفرص إلى إيجاد حلول ثقافية للتقارب بين الأمم وقبول المسؤولية في مجال الأزمات الثقافية العالمية بالنسبة للحكومات. إحدى هذه الأزمات هي الفظائع التي حدثت لاهل غزة المظلومين خلال نحو عام مضى.
*أهمية تطوير العلاقات الثقافية بين دول البريكس
وقال السفير الايراني لدى روسيا: ان إيران، كعضو جديد في مجموعة البريكس، باعتمادها على ثقافتها وحضارتها العريقة ، وكذلك نظامها المنبثق عن الثورة الإسلامية، المبنية هي نفسه على أسس ثقافية، تؤكد على أهمية تنمية العلاقات الثقافية بين أعضاء هذا التحالف، وتعلن استعدادها للتلاقح الفكري في الأزمات الثقافية التي يمر بها العالم، مثل إضعاف مؤسسة الاسرة المبنية على الفطرة الانسانية، والظلم والجور، والعقوبات القاسية في مجال الثقافة والفن.