برعاية وزير الثقافة اللبناني القاضي الدكتور محمد وسام المرتضى، یستضیف المعرض الدولي للکتاب في بیروت حفل اطلاق كتاب “جرحٌ وزيتون؛ أعيانٌ وأزمان” للباحث الإيراني د. عباس خامه يار.
ويتحدث في الحفل اطلاق الكتاب وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى والأديب د. طراد حماد.
وقد صدر مؤخراً كتاب “جرحٌ و زيتون؛ أعيانٌ وأزمان” عن مؤسسة منشورات الهدى الثقافية ودار أثر. بطبعته العربية ويتألف الكتاب من ٥٠٠ صفحة من فصلين، يتناول الأول الشخصيات والوجوه والثاني الأحداث والوقائع.
وهو عبارة عن خواطر مبعثرة بين المدن والدول العربية والإسلامية والعالم، جُمِعت في باقةٍ أدبيةٍ ولغةٍ تتّسم بالإحساس والصدق لما في تلك الخواطر من تجارب حقيقية لامست الكاتب بالدرجة الأولى، فكان لا بدّ من أن تلمس القارئ كذلك.
كما قدم البروفسور سليم دكاش للطبعة العربية قائلًا:
لا يماري الأديب خامه يار في إخفاء هدفٍ أصيلٍ عندما كتب في الكثير من تلك الشخصيّات، حيث أبرز علاقة تلك الشخصيّات كلّها على وجه التقريب بالمستوى العالي للثقافة الإسلاميّة والإيرانيّة أدبًا وشعرًا وتأريخًا وتصوّفًا وعقيدةً وإيمانًا وعلمًا وسياسة وتفسيرًا وتأويلاً.
وأقول إنّ ذلك هو من مهمّة المستشار الثقافيّ للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، إلاّ أنّه لا يستدرج الخيال في قول ذلك بل استنادًا إلى تلك الشخصيّات اللامعة في علاقتها بتلك الثقافة التي لم تكن أمرًا خارجيًّا بالنسبة إليها بل إنّها في معاناتها وتضحياتها وفي صبرها وجَلدها صنعت تلك الثقافة فجاءت واحدةً في معناها الأسمى، إلاّ أنّها جاءت متعدّدةً بحسب ميزة كلّ خاصيّةٍ من الخصائص التي ساهمت في صنعها وبلورتها أو طَبعتها بطابعها، حتى الكاريكاتور مع الأستاذ “گل آغا” له مكانته في ما يخصّ الثقافة الإيرانيّة في تميّزها! ولا أفشي سرًّا بأنّني صادفت هذا الاهتمام بإبراز الثقافة لدى الكثير من طلّابنا الإيرانيين في الجامعة اليسوعيّة، وهم يعملون بجديّةٍ وصدقٍ لاكتساب المعارف الجديدة والانفتاح على الثقافات العديدة!
وهذه الكلمات الأخيرة تدفعني إلى تحيّة المستشار في تلك الصفحات غير القليلة لا بل اللامعة في الحديث عن المسيحيين الشرقيين، وعلاقتهم القويّة الوجدانيّة والوجوديّة بالثقافة الإيرانيّة الفارسيّة، وما قدّموه من نتاج أدبيّ بمختلف مضامينه، وحقّقوه من معرفة لغويّة وأدبيّة واجتماعيّة فارسيّة في حياتهم. صحيح أنّه يتحدّث عن لبنانيين من شيعة وسُنّة عرفوا الثقافة الإيرانيّة والإسلاميّة وكانوا بارعين فيها، إلاّ أنّ ما تركه الأدباء فيكتور الككّ وعلاقته برباعيّات الخيّام وعشقه للّغة الفارسيّة، وبولس سلامة في قصائده الحسينيّة وملحمة الغدير، وجوزف الهاشم في شوقه إلى الإمام، وجورج جرداق الكاتب في” عليّ صوت العدالة الإنسانيّة”، وميشال كعدي، وأنطوان بارا في محبّته لمدرسة الإمام علي، وجورج شكّور في قصائده العاشقة، وسليمان كتّاني في معرفته للولائيّة، جعل كاتبنا يتهلّل في أسلوبه ونصّه حبورًا واعتزازًا بأن تكون قاماتٌ أدبيّة مسيحيّة قد تمازجت إلى هذا الحدّ بالثقافة الإيرانيّة الإسلاميّة وكتبت عنها وفيها أدبًا ونثرًا وشعرًا وكذلك درستها الدرس الدقيق على مثال فيكتور الككّ الصديق المشترك الذي لا يُنسى وجورج جرداق صاحب الذوق المنمّق وغيرهما من الأدباء المسيحيين.