تؤكد زيارة مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ “طحنون بن زايد آل نهيان”، إلى طهران، استمرار سياسة حسن الجوار في حكومة الرئيس اية الله “ابراهيم رئيسي”، وهي سياسة، ستسهم في ارساء الاستقرار والأمن المستدام في المنطقة إذا كانت هناك إرادة جادة من الطرفين.

ويزور الشيخ طحنون بن زايد اليوم الاثنين طهران تلبية لدعوة رسمية من أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأدميرال “علي شمخاني” ويلتقي نظيره الإيراني إلى جانب عدداً من المسؤولين رفيعي المستوى لبحث تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية والتشاور بشأن آخر التطورات الإقليمية.

واكد مسؤولو الحكومة الايرانية الثالثة عشرة وعلى راسهم رئيس الجمهورية مرارا، ان لديهم ارادة جادة لمواصلة التشاور والتعاون الفعالين مع الدول الصديقة والجارة.

وتركز الحكومة الثالثة عشرة في سياستها الخارجية، على العلاقات مع الدول الجارة بشكل فعال. وتأكيدا على سياسة حسن الجوار، بذلت الحكومة في الأشهر الأخيرة، جهودا لتقريب وجهات النظر الإقليمية، وتحسين العلاقات مع دول المنطقة، لا سيما دول الخليج الفارسي. وفي هذا السياق يمكن الاشارة الى اتصالات وزيارات قام بها وزير الخارجية، ومساعده إلى بعض دول المنطقة، ومنها الإمارات.

ويهدف المسؤولون الايرانيون من خلال هذه الزيارات الى دول المنطقة التأكيد على أن القضايا الاقليمية العالقة يجب حلها من جانب دول المنطقة، وتسوية الخلافات الاقليمية يجب ان تتم عن طريق التفاوض والحوار.

العلاقات بين طهران وأبو ظبي آخذة في التطور في ضوء التفاهم المشترك

وتكتسب العلاقات بين طهران وأبو ظبي، -والتي تعتبر تقليدية- أهمية خاصة ويبدو أنها آخذة في التطور في ضوء التفاهم المشترك وسياسة حسن الجوار رغم وجود بعض الخلافات بين الجانبين على المستويين السياسي والإقليمي.

وقد وصلت العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين إلى مستوى متقدم وغير مسبوق في الأشهر الأخيرة. وبطبيعة الحال، تتطلب العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية الجيدة، الزيارات الدبلوماسية للطرفين.

وتسهم معالجة بعض المشاكل التنفيذية بين البلدين في تسهيل وتطوير العلاقات التجارية وحل مشكلة التبادلات المالية. وهناك أفق واسع للتعاون الاقتصادي بين البلدين.

ومن المتوقع ايضا تبريد التوترات السياسية بين الجانبين، والذي يستغرق وقتا أطول لتعزيز إجراءات استعادة الثقة المتبادلة بين البلدين.

وتحتاج دول المنطقة في الوقت الراهن الى “الأمن الإقليمي المستدام” والذي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تعزيز الثقة المتبادلة والمشاركة فيما بينها، والاعتماد على القدرات الوطنية، وتوسيع العلاقات واتباع سياسة حسن الجوار، ومنع تدخل الدول الأجنبية في شؤونها.

وأظهرت الحكومة الحالية برئاسة آية الله ابراهيم رئيسي منذ تسلمها مهام الامور خلال الـ 100 يوم الماضية، أن تعميق التعاون مع الدول المجاورة والمنطقة يمثل أولويتها؛ تعاون من شأنه أن يمهد الطريق لارساء الأمن الإقليمي وبالتالي استتباب الأمن في الشرق الأوسط.

وبحسب مراقبين إقليميين، تأتي زيارة مساعد وزير الخارجية علي باقري كني الى دولة الإمارات العربية المتحدة، وايضا زيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد الى تركيا، في اطار تعزيز حركة الترانزيت التجاري بين الإمارات وإيران وتركيا.

ومن المرجح ان تفتح زيارة الشيخ طحنون إلى طهران المجال لاتخاذ خطوات جديدة في مسار التهدئة وازالة التوترات في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *